|


د . رشيد الحمد
أين المتخصصون من أنديتنا الرياضية؟
2012-08-15

يقاس تقدم الأمم بعوامل عديدة يأتي في مقدمتها مستوى القوى البشرية تعليماً وصحة وحياة، فالتعليم أساس النهضة وأساس الأمن الوطني، كما أنه قاطرة التقدم. وفي عهد والدنا خادم الحرمين الشريفين (متعه الله بالصحة والعافية) اهتم بالتعليم فازدهر وانتشر في أنحاء المملكة في متناول الشباب وفي مدنهم وقراهم، فبعد أن كان عدد الجامعات في المملكة ثمان فقط أصبحت الآن تفوق الخمسة والثلاثين جامعة إيمانا منه (حفظه الله) بأن الجامعات والكليات المتنوعة ومهامها العديدة حجر الزاوية في تطوير التعليم بكافة مراحله وهي المسئولة عن إعداد القوى البشرية اللازمة للعمل في مجالات الدولة المختلفة، وفي خطوة رائدة وجميلة تبنت جامعتنا الفتية الرائدة عربيا ودوليا جامعة الملك سعود ضمن كلية علوم الحركة والنشاط البدني استحداث أربعة أقسام (قسم التدريب الرياضي وقسم للياقة البدنية وقسم للإدارة الرياضية وقسم لتدريس التربية البدنية) وتعود الكلية بنفس وروح وثابة بعد توقف لعامين عن استقبال طلاب جدد، هذه الكلية لها فضل كبير على رياضتنا بشكل عام فقد مرت بمراحل تطوير من معهد التربية الرياضية بوجود طيب الذكر الأستاذ محمد القليش، ثم إلى كلية التربية الرياضية، ثم إلى هذا المسمى الجديد كلية علوم الحركة والنشاط البدني والتي ستنطلق به هذا العام بعد أن تم دمج قسم التربية البدنية مع الكلية وما يهمنا هو المسار الدراسي الخاص بالإدارة الرياضية. في الواقع هذا المسار الذي أتمنى أن يعلن عنه بشكل مناسب ويكون له رؤية ورسالة وأهداف واضحة سيساهم في إعداد كوادر مهنية رياضية متخصصة ذات مستوى عالي الجودة بمقاييس علمية معترف بها عالميا والذي سيكون على عاتقه دور النشاط الرياضي في المجتمع والمؤسسات والأندية الرياضية، وتؤكد الدول المتقدمة على أهمية الإدارة الرياضية الناجحة بالمؤسسات والقطاعات الرياضية المختلفة مما يستوجب أن يكون القائم على إدارتها أحد المتخصصين والفاهمين لأسلوب الإدارة العلمي. فالإداري الرياضي له دور أساسي في إدارة الهيئات الرياضية المختلفة، والتي تتطلب قدرا من التأهيل الإداري لا يقل عن التأهيل التربوي فهو مطالب بتنظيم جداول الأنشطة والبرامج والمسابقات داخل وخارج المؤسسة ومتابعة المنشآت الرياضية والعمل على التوسع فيها ويؤكد عدد من الخبراء على أن نجاح المؤسسات الرياضية وكذلك نجاح الرياضة مرهون على مدى استخدامها لأسس ومبادئ الإدارة كالتخطيط الفعال وجودة نجاح العنصر البشري الذي يدير هذه الرياضة ، وتضم أندينا بين جنباتها العديد من الغير سعوديين العاملين في السكرتارية وإدارة النادي رياضيا ويكتسبون الخبرة ويسافرون بها في ظل عدم وجود المتخصص من أبناء الوطن ومن منطلق أن الرئاسة العامة لرعاية الشباب تمر بمرحلة تطبيق احتراف بأسلوب هواة لعدم وجود الكفاءات الوطنية المتخصصة والمتفرغة لهذا العمل الكبير وللحرص الذي يوليه ويؤكده الأمير نواف بن فيصل الرئيس العام لرعاية الشباب مرارا في الرغبة في تأهيل كوادر وطنية بمواصفات رياضية للعمل في مجال الرياضة لإحداث التغيير المطلوب وسعياً منه (وفقه الله) لإحياء العمل الاحترافي في الأندية ليتواكب العمل مع الأقوال، ولأن جل العاملين بالرئاسة غير متخصصين رياضيا ولا يحملون هذا الفكر الرياضي الذي يحتاج إلى تطوير مستمر فالفرصة مواتية للاستفادة من معقل من معاقل الفكر والتربية الرياضية (كلية علوم الحركة والنشاط البدني) ومجاناً فقط تقوم الرئاسة واللجنة الأولمبية السعودية بوضع يدها مع الجامعة والكلية لتسند هذا القسم وتستفيد من الخريجين للعمل بالأندية والرئاسة وأن يكون شرط التعيين في بعض وظائف الرئاسة كالجهاز المركزي أو السكرتارية بالأندية الرياضية والساحات الرياضية واللجنة الأولمبية السعودية شرط حصول الموظف على شهادة الإدارة الرياضية من الجامعة ومن السهولة إعادة النظر في تصنيف الوظائف بالتنسيق مع الخدمة المدنية التي ترحب بكل عمل منظم يخدم الوطن والمواطن ويجب أن تتضافر الجهود من أجل إعداد الخريج قبل التخرج من خلال التدريب الميداني بقطاعات الرئاسة والأندية الرياضية لمساعدته على اكتساب المهارات من الواقع ويمكن للرئاسة تقويم المسار ووضع المعايير التي تجعل الخريج وفق مواصفات محددة لها ليحقق أهدافها وسيظل التعليم الجامعي كعادته مصدر إشعاع يساعد المتعلم على اكتساب معلومات ومهارات واتجاهات تمكنه من تأدية دوره بنجاح في حياته العامة وفي مجتمعه.