هذا المثل الشعبي الذي يقال للمرأة غير المتقنة لعملها بحيث تأكل طبخها غير الجيد فيقال (طبخك يالرفلا أكليه) أقول هذا المثل ينطبق فعلا على واقعنا مع الاستقدام، فقد بدأنا منعمين مكرمين نشعر بالفخر والغرور والتعالي والنظر بدونية للآخرين ونحن منذ ثلاثين عاما أو أكثر نستقدم خدم المنازل والعمالة من كل مكان ونعاملهم في غالب الأحيان معاملة قاسية تجبرهم على العمل دون إجازات مستغلين وضعهم وظروفهم مع سكن غير مريح في بعض الأحيان وتأخر في صرف الرواتب وازدراء وتعال بكل قسوة وشدة . وواضح أن الكلام هنا عن خدم المنازل لأنه الأزمة الكبرى التي نعاني منها حتى وصل سعر السائق المنزلي مبلغا كبيرا، أما الخادمة فالمأساة أكبر وأكثر ألماً وقسوة. وهناك أسباب دعتنا للوصول لهذا المستوى المحزن في واقع خدم المنازل يأتي أولها تضارب واختلاف وجهات النظر بين عدد من الجهات المختلفة المعنية بخدم المنازل وعدم وجود جهة محددة تضع الأنظمة وتشرع وتتابع وتحل إشكالات الخدم . وهذا لايعني أن الخدم لم يصدر منهم أخطاء بل عرفنا السحر وأشكال التحرش الجنسي وضرب الأطفال وسوء الخدمة من بعض هذه العمالة. أما الاستقدام بشكل عام فالعمالة هي المتسيدة في العمل خارج نطاق العقد والكسب غير المشروع والجريمة وأخذ الحقوق والعمالة السائبة لأننا لازلنا نستقبل أسوأ العمالة ولا يوجد شروط في انتقائهم وسبق وأن اقترحت عبر برنامج 99 التلفزيوني السابق باستغلال الوضع الطيب والأمن والاقتصاد المستقر الذي يجعل الوصول والعمل في بلدنا حلم من الأحلام وذلك باشتراط شروط لمن يتم استقدامهم في مختلف الأعمال الخدمية مع استثناء من يعمل في مهن نحتاجها كالأطباء والمهندسين والفنيين المختلفين وذلك باشتراط إجادة القراءة والكتابة وحصول العامل أو العاملة على شهادة المرحلة الإبتدائية ثم يتم الترتيب مع مكاتب العمالة في الخارج عبر سفاراتنا بتنظيم مقرر لمدة أسبوعين تقريبا عن المملكة العربية السعودية وأنظمتها وعاداتها وتقاليدها وحياة سكانها وموقعها في العالم وأهمية ذلك ويتم ترجمة هذه المادة التي تعد في المملكة من جامعات وهيئات سعودية مختلفة في التخطيط والعدل والشئون الإسلامية والأمن وغير ذلك وتكون بكافة اللغات المختلفة ثم يطلب من المتقدم للعمل اجتياز الدورة والاختبار فيها في بلده تحت إشراف دقيق من وزارة العمل ووزارة الخارجية وبهذا نضمن نوعية جيدة من العمالة لأن إذا كان لدينا مليون تأشيرة سنوياً من الخارج فإن الذي يتقدم إلينا ربما يتجاوز العشرين مليون متقدم.