|


د. سعود المصيبيح
حلل يا محلل
2012-09-06

بالنسبة لي أجد الكثير من ساعات البث التلفزيوني الذي يسبق أو يلي المباريات الرياضية شيء مكرر وممل، وأحياناً يكون فيه مبالغات في الطرح وكلام لا يتفق مع المباريات وأجوائها الفعلية. وأتذكر أيامنا الجميلة قبل التحليل الرياضي حيث نبحر كشباب في المباريات دون أن يفرض علينا أحد وجهة نظر ويعتسفها اعتسافاً والمشكلة أن البرامج أصبحت طويلة لأناس يتحدثون لمدة ثلاث ساعات أو أكثر فهل هناك أكثر مللاً وثقالة دم أن تتابع أشخاصاً يكررون أنفسهم بشكل يجلب الضجر مما يؤثر على متعة المتابعة للمباريات. وكنت قد شاهدت مباراة الهلال والنصر وفوجئت أن أحد المحللين ينتقد المباراة بشكل كبير، وأن الأهداف جاءت بأخطاء فردية وكلام طويل ممل لا يعكس واقع المباراة وجمالها، بينما شخصياً استمتعت بالمباراة بشكل رائع وكانت مباراة جميلة وفيها تنافس وندية وحماس ولولا خطأ مدرب النصر في تغييراته لربما انتهت بالتعادل، وكانت الأهداف جميلة وملعوبة ونقلات احترافية مثل هدفي الهلال الثاني والثالث من ياسر الشهراني وعبدالعزيز الدوسري والبرازيلي الهلالي، وكذلك هدف النصر الجميل والمتقن، فماذا يريد المحللون؟ ولهذا آمل الدقة في اختيار المحللين والبحث عن وجيه جديدة، حيث أصبح هناك تكرار ممل من بعض الوجوه التي تشارك في التحليل وهناك الآلاف من اللاعبين القدامى والمحللين الذين يمكن الاستفادة منهم، كما أنني أطلب تقسيم وقت التحليل بحيث يكون هناك ثلاثة مديرين مع ستة ضيوف، بالتالي لتخفيف تكرار الوجوه وكسر الرتابة وإبعاد البعض من المحللين المبالغين في آرائهم وانطباعاتهم الشخصية، فخفوا علينا وارحمونا من ظاهرة التحليل الرياضي الذي زادت وقتلت الجميل في متعة المباراة وجمالها التشويقي وحالنا مع هؤلاء مثل ما يقال شعبياً “افتح فمك يرزقك الله”. “فلو سمحتوا خفوا علينا شوي ترى ملينا”.