لا أعلم إن كان ذلك يمكن أن يحدث فعلاً في عالمنا العربي، أم أن الأمر قاصر على أوروبا فقط.. بحسب ما كشف عنه رئيس المركز الدولي للأمن الرياضي، الذي قال إن هناك الكثير من الأدلة لدى السلطات القضائية الأوروبية التي تثبت أن جريمة غسل الأموال تجري من خلال عمليات تجارية رياضية على غرار شراء الأندية وعقود اللاعبين من قبل التمويه على جهات الكشف الأمنية لجريمة غسل الأموال. وغسيل الأموال في تعريفه الموسوعي ينقسم على جزأين: إعادة تدوير الأموال الناتجة عن الأعمال غير المشروعة في مجالات وقنوات استثمار شرعية لإخفاء المصدر الحقيقي لهذه الأموال، أو أن يكون المال من مصدر مشروع ويتم إنفاقه في مصدر غير مشروع.. مثل تمويل العمليات الإرهابية أو شراء أسلحة محرمة دولياً والغسيل والتبيض. كما أيضاً في الموسوعة ويكيبديا يلتقيان في دلالة وفهم واحد لمعناها استخدام حيل ووسائل وأساليب للتصرف في أموال مكتسبة بطرق غير مشروعة وغير قانونية لإضفاء الشرعية والقانونية عليها مثل أموال الرشوة والاختلاسات والغش التجاري وتزوير النقود، أما لماذا علينا طرح مثل هذه المواضيع.. فإن الوضع الراهن للرياضة التي باتت صناعة واستثماراً ويتم التهيؤ لخصصتها.. فإنه من الواجب أن يرادف ذلك بل ويسبقه بوقت كاف رفع معدلات الوعي بخطورة مثل هذه الجرائم التي قد تتسلل إلى مجتمعنا الرياضي الذي أيضا ليس بمعزل عن ما يدور ويحدث في العالم، ولن يكون بمعزل إذا ما كانت هناك أموال تتدفق للأندية وعقود احتراف للاعبين وعمل لمدربين وإداريين لا تستطيع مواجهتها ميزانيات الأندية التي تعتمد فقط على مداخيلها المراقبة والمدققة. ريكاردو اتشيجاري رئيس الإدارة الفيدرالية الأرجنتينية للإيرادات العامة قال خلال مؤتمر صحفي إنه يجري التحقيق مع عدد من رجال الأعمال والمتاجرين بانتقالات اللاعبين من أجل غسيل الأموال، لكنه يعلم أن ذلك لن يكون كافياً للقضاء على واحدة من أبشع جرائم تدمير الاقتصاد الوطني، إضافة إلى تداعياته الأخرى إذا ما كان مرتبطاً أيضا بمسألة الإرهاب أو المخدرات وبيع الأسلحة المحرمة. إن محاولة تسطيح المجتمع الرياضي من خلال شغله بالجزئيات والهوامش لا يمكن أخذه بحسن نية، ولابد أن ينتبه المعنيون بالذات في وسائل الإعلام أن هناك من بينهم إما جهلا أو عمداً ينساق وراء ما يراد له من بعض المستفيدين على التستر على القضايا الهامة من خلال افتعال وصنع القضايا الهامشية الخلافية والظنية وضربهم في بعض لإشغالهم عن التنبه والاتفاق على ضرر وخطورة بعض العناصر التي فرضت نفسها على أوساط الأندية والإعلام بطريقة وضع اليد، وتريد أن تكبر وتحقق أهدافها الخاصة على حساب الآخرين غير عابئة بما يمكن أن يحدثه ذلك من ضرر على كل الأصعدة، ولعل المتابع الفطن يستطيع أن يستخلص من بعض مواقف التصعيد تجاه شخصيات أو جهات إعلامية بقصد ترهيبها وزرع الشكوك حولها ما لم تتصالح مع فكر هؤلاء وطريقة أدائهم ومباركة ما يحققونه دون النظر في كيف تتحقق ولا على حساب أي قيمة من قيم التنافس الرياضي الشريف.