ثقافة الاستقدام خلقت جيلاً من الكسالى الذين لا يريدون أن يعملوا شيئا.. لأن الخادمة تقوم بكل شيء، ولعل مشكلة الاستقدام توقظ الأهالي لزرع روح العمل لدى الجنسين للمشاركة في أعمال المنزل.. وعند ذلك لن يتأثر المنزل كما يحدث الآن، كما أن جزءاً من تراثنا الديني أشار إلى مشاركة الرسول صلى الله عليه وسلم أهل بيته في الخدمة وكذلك يفعل الصحابة وعظماء الرجال سابقا ولاحقا. وهنا أنتقل إلى موضوع آخر يتعلق بأسباب تأخر شركات الاستقدام الجديدة التي أعلن عنها مؤخرا وذلك أن بعض المكاتب التي عانى الناس من مشاكلها وتلاعبها هي مشاركة في بعض هذه الشركات، لهذا العمل بطئ ولا أعلم من المستفيد من هذا البطء، وكنت أتمنى أن تتكون من شركات مساهمة تدار بأمانة وإخلاص ويملكها المواطنون أنفسهم بعيدا عن احتكار مجموعة من التجار.. بعضهم سبب أزمة الاستقدام لدينا.. ليعودوا للواجهة ويبالغوا في الأسعار والمتطلبات وسوء الخدمة وكأنك يا أبوزيد ماغزيت. أو على الأقل يسمح لثلاث شركات مساهمة والباقي من تجار الاستقدام الذين لم نعرف من بعضهم إلا التسويف والمماطلة وأخذ أموال الناس بالباطل والمواعيد المخادعة وكثيرون تضرروا من هذه المكاتب. والمحزن استمرار منح الفيز لعمالة سيئة غير ملتزمة في غالب أفرادها بالعقود ومخافة الله في هذا الأمر، فيأتون من أثيوبيا مثلا أو كينيا ويكون المواطن قد دفع مبالغ كبيرة لمكاتب الاستقدام ثم يفاجأ بهروبهم ولا يجد من ينصفه أو يعيد له ما أنفق. وعند النظر للأزمة التي عانيناها مع العمالة الإندونيسية والفلبينية فهي أحيانا في طريقتنا في التفاوض التي لم تحقق نتائج لقصور في الأسلوب والطريقة في التفاوض.. فاستمرت بيوتنا تعاني من شح الخدم والمفاوضات لازالت مستمرة وربما لسنوات أخرى حتى يعود الاستقدام إلى وضعه السابق وحتى تنتظم هذه الشركات وتقدم خدمات جيدة، مع شكوى المستهلكين وتصريحات رئيس جمعية المستهلك بأن هناك مبالغة كبرى في أسعار الاستقدام لدى هذه الشركات.