|


سعد المهدي
عودة العقل قبل المستوى
2012-09-09

صاحبي الذي أثق في حسن فهمه.. فهو لاعب دولي ـ سابق ـ ويملك حساً فنياً عالياً، إضافة إلى معرفته بالدور الذي يمكن أن تلعبه وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي في توجيه الرأي العام وتنويره، من خلال تزويده بالمعلومات الصحيحة وإزالة اللبس أو الغموض الذي قد يحصل بين الجمهور والطرف الآخر سواء أندية أو منتخبات، مدربون أو إداريون، لاعبون أو غيرهم، قال لي بعد أن أنهى جولة متابعة ما قاله النقاد والمحللون الفضائيون وما كتبته الصحافة عن المباراة التي جمعت المنتخبين السعودي والأسباني ليلة الجمعة الماضية إنه سئم من عودة العقل وبالتالي فإنه يائس من عودة المستوى، يشرح كلامه فيقول: "هل تصدق أن هناك محسوباً على المحللين الفنيين ترك مهمة القراءة الفنية أو أنه عجز وقضى الوقت كله يقدح ويذم في المدرب واللاعبين والإدارة، وأن آخر لم يفهم بعد أن فارق المستوى الفني والبدني، والخبرة من الطبيعي ألا تنتهي بأن يؤدي الفريق الخاسر مستوى حسناً، وأن يجعل دفاعاته متماسكة، ولا مهاجموه بإمكانهم الوصول كثيراً لمرمى الخصم، ولو كان بوسعه فعل ذلك لما أصبح الأضعف حتى لو خسر ولما كان الفريق الآخر الأقوى حتى لو فاز"، ويرى صاحبي أن كارثة الكوارث ليست في المستوى الذي ظهر به لاعبو المنتخب الذي يعاد بناؤه تحت ضغط طال كل مكوناته، بل في الفهم المتدني للمحللين والنقاد وفي عجزهم عن فهم دورهم وتفسير ما يحدث وتقييمه بمنطقية، وتساءل: ألا يحق لنا كجماهير ومراقبين ومهتمين بالرياضة وكرة القدم تحديداً أن نطالب بنقاد وصحافيين ووسائل إعلام محليين يماثلون أو يتفوقون على نظرائهم في كوريا واليابان ناهيك عن انجلترا أو الولايات المتحدة، وهل يعتقد هؤلاء أنهم وجدوا فقط ليلوكوا عبارات لا تتغير ولاتتبدل يعيدونها كل مرة ولا يزيدون عليها إلا بما هو أسوأ، وهم يعلمون أن بيوتهم من زجاج.. فهم لا يتقنون عملهم ولايؤدونه كما هو، ولايستطيعوا مقارنة زملائهم في المهنة من دول أخرى في الاحترافية والتقنية والتأهيل والتأثير والالتزام، ولا مشروعية المساحات الزمنية التي يقتطعونها من ساعات الإرسال على حساب المشاهد أو المساحات التي يحتلونها على صدر الصفحات. قاطعت صاحبي الذي استرسل حتى كاد أن يشبه من انتقدهم، لكنه طلب أن ينهي مرافقته بالقول: صدمت لم أتوقع أن نصل إلى هذا الوضع المزري الذي وصل لكل شيء.. ولا أدري بعد ذلك لماذا يراد للاعب كرة القدم وحده أن يتجاهل كل ذلك ويخرج كالعنقاء من تحت الرماد سليماً معافى، لقد أطللت في الوجوه وحدقت في الكلمات والسطور فلم أجد أن أحداً من هؤلاء وصل به السخط والإساءة إلى نادٍ كما هم عليه مع المنتخب ومسؤوليه، بل وأتحدى أن يتعرض ناد إلى ذلك فله محاموه وحراسه، فمن يدافع عن منتخباتنا ومدربيها وإدارييها الدفاع الإيجابي أي بمراقبة عملهم ومنحهم فرصة التصحيح ومحاسبتهم بموضوعية، اضطررت مرة أخرى للمقاطعة حتى يمكن أن أقول شيئاً ليس له، فكثير مما قاله راودني منذ زمن ولكن ولأقول إنني أتمنى لو أن الجهاز الفني للمنتخب يحافظ على 70% ممن اختارهم ويستمر في تنفيذ خططه حتى أول مشاركة رسمية، فهي الاختبار الأول الذي يمكن بعده الحكم ما إذا كان يعمل على نحو صحيح، أما قياس ذلك بمواجهة مع بطل العالم فربما أن من حسناتها أيضاً أنها كشفت عورات المنتقدين أكثر ممن وجه لهم النقد. رئيس التحرير