مباراتا إسبانيا والجابون الوديتان زادتا من وتيرة انتقاد الكرة السعودية التي يتم انتقادها طوال العام على مدار الساعة ولكن ممثلة فقط في المنتخبات الوطنية وبدرجة أقل مسابقاتها.فيما تعيش الأندية ونجومها في محميات يشرف عليها هؤلاء النقاد ووسائل الإعلام. تطرقنا غير مرة لطبيعة هذا النقد ولنوعية المنتقدين لذا فإن هناك ما أود أن أورده وقد يكون من باب تصحيح بعض ما كان يقوله البعض أو يرد على ألسنتهم وما يكتبونه عفواً أو جهلاً أو تجاهلا.. فمثلا: يقولون: إن الكرة السعودية فقدت هيبتها منذ رحيل جيلها الذهبي؟ أقول: إن الكرة السعودية عرفت أجيالا ذهبية متعاقبة لا جيلا واحدا. يقولون: إن قائمة المنتخب مفتوحة للدخول والخروج وأن جميع لاعبينا أصبحوا من الدوليين. أقول: هذا ما عرفنا عليه منتخباتنا منذ السبعينيات الميلادية والتي ضم لها لاعبون لم يمثلوا أنديتهم قبل أو حتى بعد اختيارهم (نحتفظ بأسمائهم) وقد كانت كل قائمة تصل إلى الـ40 لاعبا وتعلن في الموسم الواحد لأكثر من ثلاث مرات. يقولون: إن الكرة السعودية فقدت المواهب وأن مستوى اللاعب الفني انخفض عن ذي قبل. أقول: إن المواهب لم تنقطع ولكن كل مرحلة لها نوعية من الأداء والخطط وأن الأداء الفردي الذي كان يبرز كل إمكانيات الموهوب لم يعد له وجود في كرة القدم. يقولون: إن الهزائم المخيبة التي تتلقاها المنتخبات أكبر دليل على تدهور الكرة وعدم إمكانية عودتها لسابق عهدها. أقول: سابق عهدها كلمة مطاطة فالكرة السعودية حققت أول بطولة في تاريخها عام 1984م وكان آخر إنجازاتها التأهل للمونديال 2006م وقبل الـ84م وبعده حتى وقتنا الراهن تلقى المنتخب هزائم من أندية أوروبية وحتى عربية وبكم كبير من الأهداف هزمنا من العراق بالسبعة ولن أقول من البرازيل ومن نيوزيلندا على أرضنا بالخمسة وستة من هواة ألمانيا مروراً بثمانية البرازيل في القارات وألمانيا في المونديال، كل هذه النتائج في حضرة العديد من لاعبي أجيال الذهب الذين يتم التمسح بهم مجاملة أو إرضاء للميول أو خوفاً من جماهيريتهم أو على الأقل لإقناع الغير بسوء الحاضر وقتامة المستقبل. يقولون: إنه لم يعد هناك اللاعب الذي يملك الروح القتالية وأنهم أصبحوا مجموعة من الفتيان المدللين. أقول: لقد عرفت الكرة السعودية أسوأ النماذج في السلوك والتخاذل والدلال منذ دورة الخليج الأولى 1970م حتى الـ2000 في كأس أمم آسيا ولعل سجلات اتحاد الكرة تحتفظ بقرارات الشطب والإيقاف والطرد من المعسكرات، كما كانت كذلك تدريبات المنتخب شاهدة على حضور بعض اللاعبين بسيارات خاصة دون بقية زملائهم وغيرها من أساليب التمييز والتدخل في اختيارات المدربين وحتى طردهم دون دليل فني، هذا بعض مما يقولون والذي سنستكمله لاحقاً. يقولون وأقول وسيقولون وأقول المهم أن نصحح ما يحاول البعض فرضه حقيقة مسلمة، وسنسعى لإبراز الأدوار الحقيقية التي لعبت في الجانبين البناء والهدم لا يجب التسامح في تسميم الأجواء بأفكار بنيت على معلومات غير صحيحة لمجرد أن صاحبها يريد أن يتبنى رأياً معيناً هو دون شك حر فيه ولكن ليس على حساب الحقائق التي تسندها الوثائق والشهود المعاصرين لها.