كانت ندوة مختلفة من ندوات الوطن الرائعة احتضنها ملتقى الحياة ضمن برنامج سوق عكاظ وفي القاعة الكبرى لجامعة الطائف التي غصت بالطلبة والطالبات واعضاء هيئة التدريس وضيوف عكاظ حيث بدأ الامير خالد الفيصل كعادته متحدثا متمكنا يبث روح التفاؤل والوطنية ويربط بين الماضي والحاضر ويستوعب الشباب ومتطلباتهم ويخاطبهم بلغتهم المتحمسة الجميلة ليقاطعه الحضور بالتصفيق اعجابا بطرحه النير الجميل .وقال الفيصل إنني سأتحدث في ثلاث نقاط أولا عن سوق عكاظ ووجه الشكر لخادم الحرمين الشريفين حفظه الله الذي امر يإعادة هذا السوق بحلة جديدة واسلوب جديد يمثل كل عربي ومسلم حيث كان سوقا يجتمع فيه أصحاب الرأي والفكر والتجارة كل عام تطرح فيه الافكار وتناقش فيه امور الناس حيث كان سوقا للفكر والإقتصاد وتبادل المصالح ولهذا نريد عكاظ نافذة للمستقبل وأن يكون منبرا للرأي ومركزا لحوار الشباب وقد أقيمت في السوق خيمة عكاظ لتكون رمزا للأصالة ورمزا لما كان عليه السوق في الإبداع والفنون والشعر والأدب والتراث ولهذا نريد المشاركة والتفاعل ليس بدمعة الماضي وإنما لابتسامة للمستقبل وأقول للشباب أن آباءكم وأجدادكم أنشأوا دولة حديثة أقامت أنجح وحدة عصرية عربية وحولوا صحراء قاحلة إلى دولة حديثة ومجتمع متحضر يباهي الأمم ومن مجتمع أمي إلى مجتمع متحضر متعلم وهانحن في جامعة ضخمة كبيرة ضمن أعداد كبيرة من الجامعات ومن بينهم جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية يأتي إليها طلبة العلم من كل مكان لإكمال دراساتهم العليا . وفي هذا الوطن مدن اقتصادية ضخمة ومدن تحت الإنشاء وشبكة كهربائية ضخمة ومياه تجلب من البحر الاحمر والخليج العربي لتروي المدن في صورة متحضرة ولله الحمد . وحاليا نعيش في عصر الملك عبدالله بن عبدالعزيز عصر التفتح والإزدهار ولدينا أضخم يرنامج للابتعاث في العالم ويرتكز على مفردة العدل حسب الشريعة الإسلامية والأمن مضرب المثل والتنمية عبر مشاريع ضخمة تنفذ في كل مكان في المملكة العربية السعودية ووجه الأمير الفيصل كلمته للشباب قائلا نريدكم للمستقبل وإبداعاتكم تقودنا نحو العالمية وأطلب منكم ألا تنصتوا لأصوات تحاول المساس بالوطن. وبعد ذلك تحدث الاميرسلطان بن سلمان بثنائه على حديث الامير خالد الفيصل واعتبره وثيقة تاريخية وقال بأن السياحة الوطنية تمثل ركيزة أساسية لنمو الإنسان والمكان ونحن نملك إرثا تاريخيا ليس بالفكر بل في المكان أيضا مشيرا إلى أن السياحة مشروع تنموي لا يقل عن المشروعات التنموية الأخرى كثقافة وتاريخ وطالب الشباب بزيارة مدن بلادهم والتعرف عليها وأن آباءكم بنوا هذا الوطن على عقيدة التوحيد الخالدة في بلد الحرمين الشريفين .وتحدث أمير الشباب نواف بن فيصل قائلا إن رعاية الشباب مهمتها ليست الرياضة وحسب وإنما هي ثقافية واجتماعية ومن ثم رياضية ولكن الإعلام ربما بتركيزه على الرياضة رسخ دور رعاية الشباب بأن مفهومها كرة القدم فقط ووعد بالتعاون مع وزارة الثقافة والإعلام والتركيز على الجوانب الثقافية والاجتماعية وقال بانه سيقام في الشهرين القادمين ملتقى وورش عمل عن دور الشباب في الرياضة وعلى الشباب أن يدققوا جيدا في كل مايصلهم من أخبار وأن يتأكدوا قبل نشرها أو تداولها في سبل التواصل الاجتماعي ودعا إلى دور تكاملي بين رعاية الشباب والقطاعات الاخرى . وتضمنت الندوة مشاركات من معالي وزير التعليم العالي ووزير الثقافة والإعلام وآخرين وعدد من الشباب أهمها مشاركة عبدالرحمن إدريس من جامعة جازان الذي كان مبدعا وموفقا في مداخلته وطالب المسؤلين بالتفاعل مع الإعلام الجديد وعدم الوقوف متفرجين منه . وكانت هناك مداخلات لطلبة وطالبات اسهمت في نجاح مميز للندوة التي بدات في الواحدة ظهرا وأنتهت قرابة الرابعة عصرا وأعتقد ان اختصار الضيوف والوقت أنسب في الفعاليات القادمة مع التقدير لجهود المنظمين وجامعة الطائف .