الكل يتكلم اليوم عن فريق جميل ظل يقنعنا بعروض ممتازة منذ ظهوره الأول في دوري المحترفين السعودي.. نعم الكل يتحدث عن الفتح.. الفريق الحساوي (النموذجي) بإدارته ولاعبيه ومدربه. ولأن إعلامنا الرياضي لا يهتم كثيراً إلا بالأندية الكبيرة؛ ظل هذا الفريق المكافح بعيداً عن الضوء، وربما ساعده هذا التجاهل في أن يتوهج بشكل تدريجي حتى وصل بعد ستة أعوام إلى مرحلة الإطاحة الصريحة بالفرق العريقة.. أسقط الهلال على أرضه وقسى على الشباب في دياره.. واحتفل المدرب مع لاعبيه في سهرتين وقدموا (حلاوة العيد) للجماهير الحساوية.. ظهر الفتح فأغرى شقيقه هجر بأن يقول كلمته بصوت يبدو أكثر وضوحاً خلال تواجده الثاني في دوري زين. إن المتابع للدوري السعودي يجد أن قائمة الهابطين إلى الدرجة الأولى لم يصبها شيء من التغيير منذ سنوات طويلة.. نعم.. ظلت أندية معروفة تهبط ثم تعود فتصعد.. وبعضها يغيب لأكثر من موسم قبل أن يستجمع قواه فيصعد من جديد.. اعتدنا على هذا (السيناريو) قبل أن يأتي التجديد من الفتح والتعاون والرائد والفيصلي.. فرق بعضها لم نعتد على رؤيتها في (الممتاز) وأخرى غابت ثم عادت بقوة لتقول كلمتها في الميدان بعد أن أدركت رغم إمكاناتها المحدودة أن هناك مقومات ومعطيات أخرى للنجاح.. نعم، لا يكفي اليوم أن تملك المال لتحقق طموحاتك ولو أردتم الدليل أو المثال فلن يقتصر على كرة القدم.. ولكني أعود مرة أخرى ـ قبل أن ينصرف عني القراء المغرمون بالكرة ـ فأقول إن ما تنفقه الأندية الكبيرة من أموال على نشاط كرة القدم يزيد بعشرات المرات عما تنفقه الفرق التي أثبتت وجودها لأكثر من موسم وأضحت في مأمن من الهبوط بل وتفوق بعضها على أندية كبار. بالإدارة الفعالة للإمكانات المتاحة والتي لا بد أن تسمح للنادي بأن يدفع مرتبات اللاعبين والمدربين ومكافآتهم ومرتبات العاملين في النادي ومصاريف الخدمات التي يحتاجها.. بهذه الوضعية (التقشفية) يمكن أن تحقق طموحات معقولة، وقد تتفوق على نفسك فتتقدم إلى الأمام، والسبب ـ يا كرام ـ يأتي بحسن الاختيار للمدرب واللاعبين المحليين والأجانب.. المهم أن يكون لديك من (يفهم) في الكرة.. فليس دائماً ما تكون التعاقدات مع لاعبين بمبالغ عالية تقدم للفريق الفائدة التي يحتاجها.. والعكس صحيح.. والدليل اللاعبون الأجانب في الفتح وهجر والفيصلي والرائد ونجران.. مقارنة ببعض لاعبي الأندية الكبار. وإذا ما سارت الأمور بهذا التناقض بين من يملك المال ولا يملك حسن التصرف، وبين من لا يملك إلا القليل من المال ولكنه يصرفه بشكل فعال.. إذا ما سارت الأمور على هذه الحال.. فلن نستغرب أن نشاهد بعض الكبار يصارعون للبقاء في الممتاز.