|




سعد المطرفي
)بويجية( واقع المنتخب
2012-09-16

الدهان وحده الذي يبرر الأخطاء، لأن خياله اللوني أكبر اتساعا من حقيقة الأشياء التي يفترض أن يتعامل معها بذهنية معتدلة، أو على الأقل بشكل منطقي ومقبول، لذلك كل من برر خسارة منتخبنا أمام أسبانيا بخمسة أحسبه كذلك، أو من المفترض أن يكون كذلك مهما كانت، لأن التبرير في حقيقته أشبه بالرجز، أو ما يسمى بحمار الشعراء، ومن السهل أن يمتطيه المرء لكن من المؤكد أنه لو فعل ذلك سيخسر العقلاء، وعلى كل حال خسارتنا أمام الجابون كشفت حسابات المبررين، ووضعت المنتخب وجهازه الفني والإداري ولجنة الاحتراف والمبررين في مأزق آحادي جديد، خصوصا الأخيرة، أي لجنة الاحتراف، كون التطبيق الخاطئ للاحتراف منذ انطلاقته قبل سنوات هو سبب (بلاوي) رياضتنا، وأحد أهم معضلات تراجع مخرجات وتتائج الكرة السعودية رغم حجم الإنفاق المالي الكبير جدا على مناشطها. فالاحتراف لدينا لم يتجاوز إطار المزايدات ، والدعم الحكومي، والضحك على الشوارب، فمعظم الأندية لا تطبقه كمنتج ولا كنظام قائم وكلي سواء من خلال اللاعبين أو المدربين إلا فيما يتعلق بالعقود، فالتمارين الصباحية شبه معطلة، واللاعبون سهارى طوال الليل، وبعضهم معلق أقدامه على جسر البحرين، وبعضهم مستثنى من التطبيق، وهو محترف لمدة ساعة ونصف فقط في الفترة المسائية، ولايعرف شيئا عن الاحتراف سواء مرر ، وهات ، والعب، وبالتالي كل هذه السنوات التي مضت من عمر الاحتراف لم تزد الكرة السعودية شيئا يستحق الإشادة، وإذا ما استمر تطبيق الاحتراف على حاله الراهن من قبل الأندية سنخسر من اليمن في دورة الخليج المقبلة، لأن المسافة بيننا وبين من يطبق الاحتراف كمفهوم وكحرفة ومهنة ونظام واضح مازالت كبيرة جدا، ولا يمكن معالجتها في يوم وليلة ، فالأندية واللاعبون قد تعودا على هذا النوع من التطبيق الجزئي المرتبط بالعقود فقط ، أما الأداء الكلي فيفتح الله، ولهذا إذا لم نعالج هذا الواقع ونعمل على خلق احتراف فعلي وحقيقي من خلال سن مزيد من الغرامات المالية الصارمة على الأندية التي لا تطبق الاحتراف بكل أوجهه على لاعبيها، ومساءلة مسؤوليها فلن يتغير الحال، ولن يتجاوز المنتخب السعودي محطات التراجع التي يقف فيها وعاجز حتى الآن عن الخروج منها.