ذهبت للصيدلية واشتريت مكبراً للقراءة، وذلك بسبب أن بعض الحروف والأرقام لايمكن أن تقرأها بالنظارة الطبية الاعتيادية وبالتالي لابد أن تجد المكبر وهو عادة تجده مع المتقدمين في السن الذين قلت درجة النظر عندهم، أو بعض الموظفين الذين تم التمديد لهم أو تم التعاقد معهم ولازالوا يباشرون العمل بروتينية وكلاسيكية، وبتهميش الآخرين الأقل سنا والأقدر على العمل ضمن أسلوب إداري مكيافيلي يعتمد على تتبع القدرات النابغة والقادرة والطموحة ثم وأدها وشن الحرب عليها وإيذائها حتى تنسحب أو تضمحل أو يصدق الآخرون فيهم أنهم لا يصلحون وبالتالي إبعادهم وتهميشهم.ولهذا يستمر صاحب المكبر لأن مكيافيلي في كتابه يقول إن اليوم الذي تقدم شخصا وتبرزه وتمنحه الثقة للعمل والتقدم فيه فإنك تحفر نهايتك الوظيفية بيدك، ولهذا تجد أن في كثير من الدول العربية يحرص المسؤول التنفيذي على طلب إحالات للتقاعد للبارزين والموهوبين أو تجميدهم وتضخيم عيوبهم وأخطائهم وإبقاء غير القادرين الذين يوافقون على كل شيء ولكن دون موهبة أو قدرة، فيظل هذا قابضاً على وظيفته لعدم وجود البديل وعدم وجود قاعدة بيانات لمنح الفرصة لبدلاء يقومون بالعمل، والنتيجة استمرار صاحب المكبر كمدير تنفيذي إلى أن يهده المرض أو يموت ويحرص في عمله على الرتابة وعدم الابتكار مؤمنا بالمقولة الإدارية(تعمل تخطيء ثم تحاسب وتعاقب ثم تفصل، وبالمقابل أفضل أن لاتعمل وعندها لن تخطأ ولن تعاقب ولن تحاسب وبالتالي لن تفصل). أما ذكر المكبر فبسبب جهود وزارة التجارة الرائعة عبر وزيرها المتميز د.توفيق الربيعة في متابعة تواريخ انتهاء الصلاحية، لأن بعض التجار الذين لايخافون الله يحرصون على إبراز اسم المنتج ومميزاته، وأما تاريخ انتهاء الصلاحية فإنك تجدهم يضعونه بشكل غير واضح وبخط صغير تحتاج فيه إلى مكبر ومثل ذلك عبوات الأدوية والمعلبات الغذائية وغيرها، وهذا فيه خطورة على صحة الإنسان وسبب للأمراض المستعصية وانتشار السموم في الجسم، وأرى أن تزيد وزارة التجارة أساليب الرقابة، وأن يكون هناك تنسيق بينها مع المواصفات والمقاييس وهيئة الغذاء والدواء والجمارك وغيرها لمراقبة هذا التسيب الكبير، وأن يشترط وجود تاريخ انتهاء الصلاحية بخط واضح للجميع، وأن نقرأه بدون نظارة ولا مكبر وفي مكان بارز في المنتج. وهذا أفضل للقضاء على مبيعات المكبرات.وطبعا لن يحدث لأن لها سوقاً عند الممدد لهم وما أكثرهم في بلادنا العربية الطيبة.