|


سعد المهدي
الترهيب لتغييب الحقائق
2012-09-17

يعتمد البعض على أسلوب الترهيب لإخضاع من يرون أنهم يشكلون خطرا على إنجاز بعض مشاريعهم الخاصة، طبعاً التي هي في الأصل مشاريع عامة لكن تم تحويلها إلى خاصة بحيث تخدم نادياً محددا أو شخصاً بعينه. والترهيب هنا يبدأ بقلب الحقائق أو على الأقل تغييرها والتشويش على الرأي العام إلى درجة تجاوز الموضوع الذي له أصل رأس وأرجل إلى أخرى هلامية عبارة عن إدعاءات واتهامات تحتاج إلى من يتحقق منها لإثباتها. ينجح هؤلاء أحياناً في تمرير مصالح أنديتهم أو من يدعمون من أشخاص بفضل أن السواد الأعظم ممن يشكلون الرأي العام تستميلهم كلمات مثل المؤامرة والإطاحة وغيرها من هذه المفردات التي تشي بحكايات مليئة بالفضائح وألغاز تتطلب المتابعة يوماً بعد يوم، وهم بذلك يدخلونهم في شرك أعدوه لهم بعناية يجعلهم يتخلصون من المحاسبة على الحقائق التي يريدون تغييبها أو تغييرها إلى الدخول معهم في حوارات وجدل حول صحة وسلامة التهم التي رموا بها غيرهم ممن لا ذنب لهم إلا أنهم سعوا وراء الحقيقة لا غيرها. أشفق كثيراً على من تاه بين الدروب، فهو مرة مع القانون واللوائح وأخرى مع الأشخاص والأندية وعلى الذين يرون أن هذا الاتحاد أو اللجنة كانت بالأمس تستحق أن تكشف وتحاسب واليوم تحمى وتداهن، وأن ما كان غير مبرر في الماضي له ما يبرره الآن، ولا نعلم ما إذا كان هؤلاء قد فطنوا أنهم كانوا على خطأ في السابق حين كانوا في خانة الضد لأن لا جديد طرأ على آليات وأدوات العمل ولا مخرجاته، أم أن القياس على قدر المحبة والقرب والبعد من القلب أو غيره. أشفق عليهم ليس لأنهم لا يعلمون ولكن لأنهم يحاولون أداء دور ضعيف الحبكة بسيناريو ولغة ركيكة في الحوار وكل ذلك أيضاً بعلمهم. الكل يدعي حياده وحرصه على المصلحة العامة وهذا حقه لكن يجب ألا يكون على حساب غيره في الطرف الآخر، وإذا ما كانت المصلحة العامة في مفهومهم تقتضي التصفيق للقرارات ومباركتها، فلم كل هذا الضجيج والصراخ؟ ولننصرف إلى منازلنا في انتظار حفلة تصفيق جديدة، أما إذا كانت ساحتنا مفتوحة لكل صاحب رأي كما أراها الآن فلابد من الابتعاد عن أسلوب الترهيب لأنه لن يجدي حتى لو علا صوته وآذى. أمامنا مصاعب كثيرة ولن تنتهي خلافاتنا، ذلك هو الطريق الصحيح للوصول إلى إرساء قواعد العمل الذي تتطلبه هذه المرحلة، ولكن دون ممارسة القذف بالباطل والاتهامات بلا سند، العمل الإداري والتنظيمي للاتحاد واللجان في حالة مخاض ونحن بحاجة للأم والجنين فلا تلتفوا لأصحاب التهم بل إلى أصحاب الهمم.