إذا كان ينظر إلى الإعلام الرياضي المرئي بأنه أحد العناصر الهامة في تقييم وتطوير الأداء الرياضي للاعبين في كافة الأحداث والقضايا الرياضية بمختلف الرياضات التي تتصدى لها فإنه من خلال رصد معظم ما يقدم في قنواتنا الرياضية بشكل يومي ساهم في تدني وانحدار رياضتنا من دون أن يدري من منطلق أنه ركز جل اهتمامه وعدته وعتاده لرياضة كرة القدم فقط، فيغطي أحداثها وتفتح الحوارات الطويلة العريضة لساعات طويلة في ظل إهمال مخيف لباقي الرياضات التي واجهت تجاهلا وانحدارا فنياً وجماهيرياً مؤسفاً بسبب الإعلام، فهل يجهلون أن أحد مسببات التطوير لأي رياضة تسليط الضوء على أبطالها وبالذات عندما يكون في مرحلة الناشئين والواقع يقول إن هذه القنوات وضعت نفسها في مسار واحد وهو مسار كرة القدم وأهملت جميع الرياضات الأخرى وإنجازاتها التي تحققت حتى لو كانت على المستوى الأولمبي كما حدث لأبطال فروسيتنا عندما حققوا الميدالية البرونزية في لندن، حيث كان المفروض أن يحظوا بمساحة واسعة من التغطية الإعلامية وفتح نقاشات وحوارات عن تطوير رياضتنا الأولمبية، كما أن الألعاب الأخرى لم يوفر لها مساحة حتى بنسبة مئوية تذكر ككرة الطاولة والتنس والسباحة والسلة والبولينج والسلاح وغيرها كثير، فلك أن تتخيل لاعبين اثنين تربطهما صداقة أحدهما يمارس كرة قدم والآخر كرة سلة أو تنس فيعد فترة في ظل إعلام رياضي مرئي منحاز لكرة القدم سيواصل من مارس كرة القدم رياضته لظهوره الإعلامي وتباهيه وتفاخره أمام أصدقائه بشعبيته فيما سيعتزل الآخر ممارسته لرياضته أو يغير هوايته، وإن سألت أي أب لطفل أو طالب في مدرسة عن رياضة ابنه المفضلة سيقول لك أن يمارس كرة قدم أو يترك الرياضة، ولذا الإعلام المرئي له عدة أبعاد مما جعله على محك المصداقية ومنها يتبين قلة الخبرة لدى القائمين على البرامج الرياضية مما أفقدها الحيوية، حيث أصبحت مكاناً للإثارة غير المقبولة أكثر من الإثارة الفنية للاعبين داخل الملعب نفسه، وكذلك نقص المعرفة، فما يقدم ليس له مردود ثقافي قد يعود على المتابع بالفائدة أو يستطيع اللاعب أو المتابع أن يحلل ويبرهن ما يفيد وما لا يفيد، أضف على ذلك ضعف الدقة في الطرح ووجود تناقض كبير في المعلومات التي تقدم للمتابع، كما أن التقارير التي تقدم أكثر تناقضا أو تعارضا للمعلومات وبالذات في البرامج الحوارية لأن ما يقدم يفتقد للصدق والدقة والإنصاف، بل متحيز لناد عن آخر والقضايا تعالج بشكل موسع معتمدة على معلوماتها من الصحف ومحطات التلفزيون الأجنبية وتخلت القنوات الرياضية عن النخبة من الرياضيين المتخصصين الذين لهم علاقة بالوسط الرياضي، ومدركين أهداف تلك البرامج وما ستحققه من أهداف وبحثوا عن الإثارة، في حين نريد تغطية لشؤون الرياضة المختلفة والبحث عن تحقيقات عن الاستعدادات للمنتخبات السعودية واللاعبين البارزين وتسليط الضوء عليهم والاهتمام بمنتخباتنا للفئات السنية وتجنب استضافة بعض الكتاب متعصبي الرأي الذين لا يجيدون الحوار في برامج يتابعها الصغير والكبير، فمتى يدرك إعلامنا الرياضي أهمية دوره في مواكبة عمليات التطوير ويتجه نحو تحقيق الأهداف لحماية رياضتنا وإعادة المصداقية الإعلامية المفقودة لأن الوضع يزداد سوءاً في وقت نحن أحوج لإعلام مرئي يقف بجانب رياضة الوطن.. والله الموفق.