لا أحد ينكر مدى أهمية الإعلام في وقتنا الحاضر وخاصة في ظل التطور الهائل لشبكات التواصل الاجتماعي مثل التويتر والفيس بوك والوتس أب بالإضافة إلى وسائل الإعلام المختلفة مثل التلفزيون والإذاعة والصحف والمواقع الإلكترونية. ـ الإعلام الرياضي اختلف كثيراً عن السابق وأصبح أكثر حرية وشفافية في طرح الكثير من القضايا الرياضية ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هل تمت الاستفادة من هذا التطور والحرية المتاحة للإعلاميين؟ أم تم فتح الأبواب على مصراعيها لاستغلال هذه الحرية الإعلامية في المجال الرياضي للتجني على بعض الرجال الناجحين في الوسط الرياضي وبأسلوب مخجل؟ ـ النقاد الرياضيون لدينا أصبحوا أشهر من نجوم ومدربي كرة القدم السعودية لكثرة ظهورهم الإعلامي في القنوات الفضائية والإذاعات الجديدة وتتردد أسماؤهم في الإعلام وعلى شبكات التواصل الاجتماعي بشكل غير طبيعي وتتسابق عليهم القنوات الفضائية السعودية لكسب ودهم ولكن السؤال الذي يطرح نفسه ما هي الفائدة الذي جناها المتابع الرياضي لهذا الكم الهائل من البرامج الحوارية؟ ـ كنا بحاجة ماسة لدراسة علمية أو بحث أو استبيان عن الإعلام الرياضي وخاصة في مجال كرة القدم لمعرفة إلى أين نحن نسير وما هي أخطاؤنا وعيوبنا في الوسط الرياضي من ناحية الإعلام والعزوف الجماهيري عن الحضور للملعب وأسباب التعصب الرياضي وأسباب انخفاض مستوى الكرة السعودية. ـ وفي ظل هذه المتغيرات قدم لنا الأخ سلطان آل الشيخ الباحث الاجتماعي في كرة القدم استبيانا أكثر من رائع شارك فيه 803 رياضيين حمل لنا الكثير من المعلومات القيمة التي تحتاج إلى مراجعة وخاصة من الجانب الإعلامي الذي أصبح مرتعاً خصباً لكل من هب ودب لأن المؤهلات المطلوبة مع احترامي وتقديري للقارئ الكريم لغالبية المشاركين في البرامج الحوارية (السب والشتم واتهام الناس بالذمم دون حياء أو خوف من الله سبحانه وتعالى). ـ حيث حمل 91,3 % من المشاركين في هذا الاستبيان الإعلام الرياضي أنه السبب في زرع التعصب في الوسط الرياضي ولهذا طالب الكثير من المشاركين في هذا الاستبيان بضرورة تطوير عمل الإعلام الرياضي من خلال إقامة دورات تدريبية متخصصة في مجال الإعلام الرياضي لكثرة المتابعين له وخاصة من الجيل القادم من الأطفال والشباب. ـ الإعلام الرياضي شريك في النجاح وفي الفشل وهذا الأمر لا أحد ينكره ولهذا فإننا يجب أن نركز على النقد الهادف البناء الذي يساهم في تقدم ورقي كرة القدم السعودية بعيداً عن التجريح الشخصي والدخول في الذمم دون مراعاة أو خوف من الله سبحانه وتعالى وبدون مراعاة لمشاعر الأسرة والمجتمع المحيط بجميع العاملين في الوسط الرياضي. شكر وتقدير للأستاذ سلطان آل الشيخ على هذا الاستبيان الرائع الذي قدمه لنا، ونتمنى له ولجميع الإخوة المهتمين بالشأن الرياضي أن يساهموا في طرح أفكار واستبيانات وبحوث علمية يستفيد منها كافة العاملين في المجال الرياضي وترفع من المستوى الفكري لكافة شرائح المجتمع السعودي.