|


د . رشيد الحمد
رؤية جديدة للاحتراف
2012-10-10

في ظل الحراك الرياضي التطويري الذي تقوم به الرئاسة العامة لرعاية الشباب من خلال تحديد مواعيد الانتخابات القادمة للاتحادات الرياضية لجميع الرياضات المختلفة فقد استدعاني التفكير في تطوير تشريعي جديد يسهم في تطوير الرياضة السعودية بشكل عام على اعتبار أن الجهود والكل يتحدث عن تطوير كرة القدم فقط وجميعنا يتابع الاحتراف في كرة القدم وانتقال لاعب لآخر وكيف تتم بمبالغ مالية خيالية، والواقع يقول إن الاحتراف هو لغة العصر الحديث وهو الذي يحدد العلاقة القوية بين اللاعب والنادي الذي ينتسب له والمتابع للاحتراف في كرة القدم لدينا يلحظ أنه تم إعداد واكتمال التجهيزات وتشكيل اللجان للقيام عليه وإن كان البعض منها اجتهد ولم يوفق، ونرى كما يرى غيرنا أن الاحتراف نجح في العديد من الدول التي تطبق الهواية بحكم أنها طبقت الاحتراف بأسلوب جيد ومناسب ولم تندفع في المغالاة فيه سواء في كرة القدم أو الألعاب الرياضية المختلفة وبلاشك أن من أسباب النجاح وضع قوانين ولوائح صريحة وواضحة لمواكبة التغير للاحتراف ووضع لجان محترفة لإدارة الاحتراف ومراعاة الضوابط الشرعية، نحن ندرك أنه ليس لدينا احتراف ولا لجان متخصصة في الاحتراف تعمل بالاتحادات الرياضية للألعاب الرياضية المختلفة ماعدا كرة القدم وكذلك بالأندية لكن المتابع للإنجازات الأولمبية يدرك أن تحقيق الإنجازات يتطلب عملا احترافيا ولجانا متخصصة تقوم عليه في الاتحادات الرياضية لأننا أمام كل إخفاق رياضي لأي مشاركة لمنتخباتنا الوطنية وفي أي رياضة نتحجج بأن لاعبينا أبلوا بلاء حسناً على أساس أنهم هواة ولكن الإعلام الرياضي سواء المحلي أو غيره لا يرحم والوطن كالمملكة التي تعتبر من أكثر الدول غناء وتنمية وتطورا في العالم تنفق بلا حدود على كل ما من شأنه راحة ونهضة هذا الوطن الغالي، وتحتاج إلى نتائج ترفع اسمها عالياً في المحافل الدولية، ولأن الرئاسة مقبلة على تشكيل الاتحادات الرياضية فإن مقترحي التطويري هو تعديل بعض اللوائح في الاتحادات الرياضية وإضافة مادة جديد تنص على وجود لجنة للاحتراف الرياضي بالاتحادات الرياضية وتكون مثيلتها باللجنة الأولمبية العربية السعودية تشكل من الكفاءات الفنية والإدارية المتميزة وأصحاب الخيرة التي تساهم في تنمية وتطوير مستقبل اللعبة. واستخدام الوسائل المعينة لتنظيم الاحتراف بالاتحاد ووضع شروط وضوابط محددة للاحتراف للعبة ووضع نماذج تهدف إلى نجاح المشروع من استمارات ونماذج ومعايير لقياس الإنجاز والنجاح ومراعاة توحيد معايير اختيار وتقييم البطل الأولمبي كمحترف ووضع تقرير ختامي في نهاية الموسم ويمكن أن يقتصر التشكيل في كل اتحاد من رئيس للجنة الاحتراف وأمين للصندوق ومستشار قانوني وتوضع أهداف إستراتيجية يمكن تحقيقها من خلال نظام الاحتراف وتقوم اللجنة بنشر ثقافة الحوار بين اللاعبين وإقامة الندوات للتوعية بالاحتراف ومشروع العمل الاحترافي لغير كرة القدم سيعتمد على أن يتم العمل على إصدار لوائح تسمح (بالتفرغ الرياضي) للرياضيين المميزين الذين بإمكانهم الاحتراف والارتقاء بمستواهم الفني والمهاري ووضع امتيازات للاعبين يوفرها النادي والاتحاد للمحترف المتعاقد معه كحد أدنى من حقوق المحترفين ممثلة في الراتب الشهري مع البدلات كالسكن والمواصلات والتأمين والاهتمام بالتحصيل العلمي ولا نذهب بعيداً فما تحقق من إنجاز لمنتخبنا للفروسية في الأولمبياد هو من عمل احترافي وتفرغ شبه كامل على مدار سنوات عدة وإتاحة الفرصة للفرسان ليجوبوا العالم للمشاركة في مختلف البطولات وكذلك الحال منتخب ألعاب القوى، فاللاعبون مفرغون طوال العام ويشاركون في مختلف البطولات التي أكسبتهم الخبرة وتأهلوا للأولمبياد وعلى كل حال الفروسية والقوى ليسوا محترفين بل هواة لكن العمل بهذه الاتحادات هو عمل احترافي سواء في التعامل مع اللاعب أو تهيئة الأجواء المناسبة له خاصة وأن مثل هذه الاتحادات الرياضية قد يكون المحترفون فيها يعدون على أصابع اليد الواحدة، ولكي ندرك ما فاتنا فإن أي عمل يحتاج إلى دقة وتنظيم وتشكيل لجنة للاحتراف بالاتحادات الرياضية سيجعلها تضع نصب عينها التفكير الإيجابي لمستقبل رياضاتنا وغير ذلك من وجهة نظري الشخصية سيكون كسابقة لوم وندامة على سنين انتظار مضت وتباكٍ على عدم وجود مخصصات مالية تكفي للصرف على رياضاتنا وتحقق آمالنا.. والله أعلم.