فرحنا كثيراً بانتصار المنتخب السعودي الأول لكرة القدم على المنتخب الكنغولي في المباراة الودية التي أقيمت يوم الأحد الماضي. وسبب فرحنا الذي وصفه الكثيرون بالمبالغ فيه أنه جاء بعد سلسلة من الخسائر الطويلة للأخضر حتى اعتقدنا أنه لا ينتصر. كسبنا عدة مكاسب من هذه المباراة. فأول هذه المكاسب هي عودة الروح للمنتخب. فالانتصار لم يأت بسهولة بل جاء بعد أن ظل المنتخب السعودي متأخرا حتى الدقيقة 90 من عمر المباراة. فاللاعبون قاتلوا للحصول على هذا الفوز الصعب حتى آخر ثانية من المباراة وهو شيء افتقده المنتخب طويلا. أيضا كسبنا مجموعة من اللاعبين الشباب الذين أثبتوا أنهم يملكون الكثير. ففهد المولد وسلطان البيشي ومنصور الحربي وربيع السفياني وسلمان الفرج كانوا نجوم المباراة ولم يتسرب لقلوبهم الشابة الإحباط الذي عاشه ويعشيه زملاؤهم القدامى في المنتخب من أكثر من ثلاث سنوات. المنتخب يمر بمرحلة إحباط بدأت بخروجه من تصفيات كأس العالم 2010. وتوالت أمواج الإحباطات لتشمل الخروج المخيب للآمال من دور المجموعات في نهائيات كأس آسيا وبعدها الخروج المحبط للمنتخب من التصفيات الأولية لكأس العالم 2014 ثم أخيرا خسارته لبطولة كأس العرب التي كان يحمل لقبها. أقترح على مدرب المنتخب السعودي السيد فرانك ريكارد الاعتماد على الأسماء الشابة التي تزخر بها الكرة السعودية حاليا بدل الإصرار على مجموعة من اللاعبين الذين يعانون من الإحباط المتراكم. فالمنتخب السعودي الآن بحاجة لتغيير جلده بالكامل. ما يقلل من مخاطرة تغيير الجلد في هذه المرحلة هو وجود مجموعة شابة رائعة في الكرة السعودية يمكن أن تقود الكرة السعودية لآفاق جديدة ولكن تنقصها الخبرة التي يمكن اكتسابها إذا ما شارك هؤلاء الشباب في بطولة الخليج المقبلة في البحرين مطلع العام المقبل.