الكل شاهد قفزة “فيلكس” التاريخية التي غيّر من خلالها بعض القوانين الثابتة التي جعلت من “نيوتن” أحد أعظم علماء التاريخ، ولأنني أحرص على التعلم من كل تجربة ليقيني بأن الحكمة ضالة المؤمن، فقد نظرت إلى تلك التجربة الفريدة التي جعلت العالم يتسمّر أمام شاشات التلفزيون ليتابع ذلك الرجل الذي خطط وقرر أن يغيّر بعض القواعد والمسلمات العلمية. علمني فيلكس أنه لا مستحيل يقف في وجه الإرادة المدعومة بالتخطيط السليم، فقد كان العالم يراهن على فشله في قفزته المستحيلة، ولكنه كسب الرهان وهبط بسلام وبطريقة توحي بسلاسة الأمر وسهولته، فأذهل العالم وجعلنا نعيد النظر في أمور لم نعد ننظر إليها لقناعتنا السابقة بأنها من ضرب المستحيل، وفي شباب وطني من سيحقق المستحيل ويخرج عن المألوف ويقفز بالوطن للعلياء. علمني فيلكس أن النجاح حليف من يعمل بجد واجتهاد دون أن يلتفت للمحبطين والمؤزمين والمتندرين، ففي الوقت الذي كان فيه ينتظر الوقت المناسب من حيث الطقس والظروف المواتية للقفز، كان البعض يغرد متندراً على هذا الرجل العظيم وساخراً منه بين من يتعهد بأخذ مكانه في الكبسولة ومن يتوعد بموته قبل الوصول إلى الأرض، لكنه لم يلتفت لهم فانتصر عليهم. علمني فيلكس أدب المنافسة وهو يتعاون مع “جوزيف” صاحب الأرقام القياسية التي يسعى لتحطيمها، وكأن هذا العجوز يؤمن بأن لكل زمان دولة ورجال، فلا هو متشبث بأرقامه ولا حاسد لمن يريد تحطيمها، فتذكرت بعض عمالقة كرة القدم وهم يفرحون بتحطيم أرقامهم مؤمنين بحكمة سمعتها بنفسي من الأسطورة “بوبي تشالتون” الذي قال لي يوماً: إن الأرقام القياسية وضعت لتحطم، ولذلك فهو الداعم الأول لصناعة أسطورة “واين روني”، ويقيني أن الرياضيين الواثقين من قدراتهم هم أكثر الداعمين لمن يريد أن ينافسهم .. فهل نتعلم؟ تغريدة tweet: “فيلكس” اليوم يخطط لإنجازه القادم بعد احتفاله بإنجازه العظيم، حيث لا يستكين الأبطال أكثر من بضعة أيام يلتقطون فيها الأنفاس، ويستمتعون فيها باحتفالية النصر الكبير ثم يعاودون البحث عن تحد جديد يفجرون من خلاله طاقاتهم ليثبتوا للعالم أن المستحيل كلمة وضعها العاجزون في قاموسهم ليجعلوا منها ذريعة للتوقف عن المحاولة، شكراً فيلكس لأنك صنعت قوانينك بنفسك .. وعلى منصات التحدي نلتقي،،،