لو كان الأمر بيدي لجعلت مباراة الغد بين العميد والأهلي ذات نتيجة سلبية ، وفرضت التعادل في مباراة الأياب ، وجعلت ساعات الانتظار أكثر طولاً مما هو متوقع ، على أن تكون ركلات الترجيح هي الفيصل ، وليس هذا فحسب ، بل من خلال آخر ركلة أيضا ، ليس بهدف التشويق ، إنما لترويض الجنون الذي يسكن عقول بعض المعنيين بهذه المباراة ، فهذا اللقاء قبل أن يبدأ جلب معه ضوضاء كبيرة جدا ، حتى يخيل للمتابع أن من سيفوز لن يصل للنهائي الآسيوي فقط ، إنما سيحصل على عقد رعاية جديد قد تتجاوز قيمته المليار ريال ، وأن هناك تغيراً جذريا سيطرأ على مسار اقتصاديات كرة القدم في المملكة العربية السعودية . فالاتحاد في السنوات الماضية حقق البطولة مرتين ، وتأهل للثالثة ، وأقصى الهلال والشباب منها ، وشارك في العالمية ، ورغم ذلك لم تصدر منه أي مبالغات مسبقة ، حتى بعدما حقق ما يريد . فما الذي تغير ؟ بطبيعة الحال الإجابة لا تغير شيئا مما حدث ، ولا مستقبلاً، ولكن السؤال الأهم ماذا لو خسر أحدهما المباراة بنتيجة يصعب تعديلها في الإياب ، فهل ستمر مباراة الأربعاء بسلام . أن اتحاد الكرة الذي حاول أن يكون طرفاً في المشكلة في أول الأمر من خلال طلب التقسيم ، ليس بيده حل ولا ربط ، إنما الحل بيد الاتحاد الآسيوي في فرض تعليمات مشددة للفريقين بأن أي تجاوزات أثناء المباراة أو بعدها سيكون ثمنها الحرمان من المشاركة في هذه البطولة لدورتين على الأقل . فالنفوس داخل الملعب مشحونة ، وخارجه أيضا ، والكل يتمنى افتراس الآخر لا هزيمته فقط ، فاللهم لا أشغلنا إلا بطاعتك وذكرك وحسن عبادتك خصوصا في هذه الأيام المباركة .