حرص الإسلام وهو الدين الحق على تربية الجسد والعناية به وحث أن يكون المسلم ذا بصيرة في ألا يودي بنفسه إلى التهلكة عن طريق إجهاد الجسد والتسبب في مرضه وهلاكه . وعندما نتمعن في أركان الإسلام نجد أن الصلاة فيها حركة لكافة أعضاء الجسم مع ترويض للنفس في الخشوع والاندماج الروحاني الذي يضيف إلى حركة الجسد إطمئنانا نفسيا وطاقة إيمانية . أما الصوم فهو دعوة حازمة إلى عدم الترهل وكثرة الأكل وبالتالي زيادة الوزن والأمراض المترتبة على ذلك من سكر وضغط والتهاب في المفاصل انطلاقا من قول الرسول صلى الله عليه وسلم صوموا تصحوا . وقوله حسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه وبالتالي المسلم مطالب باللياقة والانضباط والوزن المعقول والذي لا يثقل عليه في مشيه ويقوده إلى أمراض الكلى والقلب والكبد وغيرها .أما الركن الخامس الذي نعيش أيامه المباركة وهو الحج فإن عمق التأمل في مناسكه نجد أن فيه حركة منضبطة تحث على النشاط واللياقة البدنية مع العبادة وصدق التقرب إلى الله وطلب مغفرته ورضوانه .فانظر مثلا إلى الطواف حيث الحركة والنشاط وربما المشي السريع في أشواطه السبعة وبعد ذلك تتجه إلى المسعي حيث السعي بين الصفا والمروة بأشواطه السبعة أيضا مع مسافة أطول من الطواف ومساحة للهرولة التي تتطلب رياضة وجاهزية من جسم الإنسان حتى يكون أكثر حيوية ونشاطا .أما بقية مناسك الحج فتتطلب الحركة والتنقل من منى إلى عرفات ثم مزدلفة ثم منى مرة أخرى لرمي الجمرات وفي كل ذلك تحرك وبساطة وتجرد من متع الدنيا والتوجه إلى رب العباد جل وعلا ولهذا ينبغي أن توحد حملات الحج في الخدمات التي تقدمها بعيث يلغى التمايز ويتساوى الناس في السكن والخدمات ذلك أنها حجة في العمر والهدف منها إخلاص العبادة لله عز وجل وفيها يتخلص الإنسان من غطرسته وخيلائه وبذخه ورفاهيته إلى مكان يتساوى مع الناس بشكل بسيط ومتواضع .وهذا ماكان يطالب به الرجل المتبصر والمميز دينا وعلما وأخلاقا وهو الشيخ صالح الحصين الذي كان يحج بتبسط بحيث ينام على الأرض وربما يمضي الحج ماشيا ولهذا كان يطالب بعدم مضايقة المفترشين لأن هدف الحج هو المعاناة وتهذيب النفس والخضوع لرب العالمين .لهذا أخيرا اقول بأن مانشهده من سمنة لدى النساء والرجال والأطفال يأتي بسبب عدم اللياقة البدنية وعدم ممارسة الرياضة وهذا أمر خطير ويتعارض مع توجه الدين الإسلامي القويم بل إن أحدث الدراسات العلمية أثبتت أن المشي يوميا لمدة لا تقل عن نصف ساعة يجنب الإنسان الكثير من أمراض العصر . فدعونا نتريض ونمارس المشي السريع يوميا لتكون أجسامنا أكثر أناقة وأجمل منظرا وأفضل صحة .