التقارير الإعلامية تقول إن هناك مليون سائح سعوديا في دبي ذهبوا خلال إجازة عيد الأضحى المبارك.وهذا يدل على أمور أهمها وجود سيولة مالية ولله الحمد جعلت هذا العدد الكبير يذهب إلى دبي، إضافة إلى أعداد كبرى أخرى ذهبت إلى الأردن ومصر وتركيا وماليزيا وأوروبا والبحرين وقطر وغيرها من دول العالم، فالسفر مكلف ويحتاج إلى مال للتذاكر والسكن والمأكولات والتسوق وأجور الترفيه المختلف بأنواعه. وثاني ما نستنتجه من ذلك عدم قناعة أغلبية المواطنين بالسياحة في الداخل بسبب ظروف أهمها صعوبة حجز الطيران لمدن المملكة المختلفة وقصور الخدمات في الطرق لمن يسافر برا بمحطات الاستراحات ومحطات الوقود التي تفتقد إلى أبسط الخدمات في المطاعم ودورات المياه وأماكن التسوق، وكذلك عدم وجود فنادق طرق (موتيلات)مجهزة رغم طول المسافة، إضافة إلى حاجة الكثير من الطرق إلى صيانة ولوحات طرق مجهزة بالعلامات والتحذيرات المعتمدة عالميا في المسافات الطويلة.وثالث أسباب السياحة الخارجية غلاء الخدمات في الفنادق والشقق المفروشة وكون معظمها بالتستر، حيث تدار من عمالة وافدة ضايقت المستثمر السعودي وتحكمت بالأسعار.ومن قدر له زيارة مطاعم جدة مثلا في إجازة الحج سيجد سوء الخدمة وغلاء الأسعار وضعف الخدمات البلدية في النظافة ونوعية الأكل. ورابعا فإن محبي السياحة في الخارج يتزايدون بسبب حالة الاسترخاء التي تجدها العائلة، فلا صعوبة في مواقف السيارات ولا مضايقات للأسر مع كثرة الفعاليات والبرامج الترفيهية المنظمة الجاذبة للسياحة والتي نفتقدها لدينا. وأختم بسبب مهم وهو عدم وجود صالات سينما وهو أمر يجذب العائلة وتجد متعة فيها، حيث توجد لدينا أسواق كبرى وبها بضائع جيدة وأسعار مناسبة ولكن لا توجد بها صالات سينما. وأعتقد أن وزارة الثقافة والإعلام قادرة على تنظيم ذلك حيث إن الأفلام التي تشاهدها العائلة السعودية في دبي أو البحرين أو قطر أو أبوظبي أو غيرها هي قريبة من الأفلام التي تعرضها القنوات السعودية، بل إن العائلة تحرص على أفلام العائلة والأطفال وغيرها وهذه بوجود رقابة صارمة يمكن انتقائها وعمل المونتاج اللازم لها كما تفعل الخطوط السعودية مثلا، وسيؤدي ذلك إلى نشاط ترفيهي واجتماعي واقتصادي لمدن المملكة المختلفة. وبشيء من التمعن نجد أن الأفلام العربية أو الإنجليزية التي تعرضها القناة الأولى والثانية في المملكة هي في السابق أفلام شباك سينما عرضت في صالات العالم ثم تم عرضها لدينا بعد فترة من الزمن.ثم إن الأهالي الذين يشاهدون السينما في الدول الخليجية مثلا من السعوديين أو غيرهم هم يتوخون الأنسب لأسرهم ولن يفرطوا أخلاقيا في تربية أطفالهم. أما أن يستمر هذا العدد الكبير من السياح السعوديين في الصيف والأعياد وحتى إجازة اليوم الوطني وإجازة الربيع بالسفر إلى الخارج وتناقص السياحة الداخلية، فإن لدينا تفريطاً اقتصادياً واجتماعياً وتنموياً في صناعة مهمة هي صناعة السياحة في بلادي.