أهم شيء الأخلاق عبارة تتردد عند تبرير قصور معين فيقولها الشاب عندما تظهر زوجته على حقيقتها بجمال متواضع ولكنها هادئة ومطيعة، فيقول أهم شيء الأخلاق. وتقال كذلك عند تمشية الحال في أمر من أمور الدنيا دون أن يحصل الإنسان على ما يريده وهي عبارة أقرب إلى التعليق والتندر لكنها في مباراة الأهلي والاتحاد ظهرت بشكل واضح بعد أن شاهد الملايين في آسيا وربما في قارات أخرى الفضيحة الأخلاقية المؤسفة التي حدثت بعد مباراة الاتحاد والأهلي ضمن الدور النصف نهائي والتي تفوق فيها الأهلي في مباراة الإياب بمستوى ونتيجة متميزة. فما أن انتهت المباراة إلا واختلط الحابل بالنابل وشاهدنا الرفس والاعتداءات والضرب الذي حاول الحكم التفريق بين الذين أساؤوا للوطن وسقطت الشمغ والتحمت الجموع في مظهر محزن أصاب كل مواطن بالألم والضيق والحسرة. وتباينت التعليقات والتحليلات حول المتسبب في هذه الإحداث ووفق المخرج في نقل الحقيقة قدر الإمكان، ولم يعد ممكناً في مباراة دولية نقل الكاميرا للجمهور أو وضع ورد على الشاشة لتغطية الأحداث. واستمعت لتعليقات كان أفضلها للأستاذ أحمد عيد الرئيس المؤقت لاتحاد كرة القدم الذي شجب بقوة هذه الأحداث وعبّر عن مشاعر كل مواطن مخلص في أن يسيء قلة من اللاعبين والإداريين لسمعة وطن هو وطن الحوار والدين والأخلاق والحرمين الشريفين لا يجب أن يكون بعض لاعبيه بهذا المنظر اللاأخلاقي.. ولكن أختلف مع الأستاذ أحمد في أن يرمي الكرة في مرمى الاتحاد الآسيوي بينما الأحداث جرحت كل مواطن سعودي مخلص وآلمته كثيراً، وبالتالي فليس الأمر خاصاً باتحاد آسيا وهؤلاء يمثلون المملكة وليسوا حتى من اللاعبين الأجانب. وكان المفترض أن يحقق اتحاد كرة القدم في الأحداث بمنأى عن تحقيقات الاتحاد السعودي ويبادر بعقوبات شديدة بحق المتسببين بالأحداث وأقلها الشطب من ممارسة الكرة حتى يكونوا عبرة وحتى يعرف الناشئة خطورة مثل هذا السلوك وحتى أيضا يدرك المشاهد سعودياً أو غيره بأن هذا السلوك السيئ لا يمثلنا ونتبرأ منه بشدة. كما ينبغي على اتحاد الكرة ألا يقلل من قيمة ما حدث أو يقارننا بآخرين لأن المنظر كان سيئاً ولا يليق بأي مواطن ينتمي لهذه الأرض الطاهرة المباركة. كما ينبغي على الاتحاد الحزم في معالجة هذه الظواهر ودراستها ومن ذلك تحديد مستوى تعليمي معين وهو اجتياز المرحلة المتوسطة كشرط للتسجيل في الأندية الرياضية وممارسة كرة القدم وهو المستوى النظامي الذي ينبغي أن يحصل عليه الفرد في معظم دول العالم. وهنا أيضاً أشيد بحزم لجنة الانضباط التي وفقت مؤخراً في العديد من قراراتها وأن تواصل جهدها لضبط الأخلاق في ملاعبنا. كما آمل أيضاً أن تكون هناك ميزة للنجوم ذوي الأخلاق الحسنة بمنحهم جوائز وتقديراً مادياً ومعنوياً حتى تسود جماليات اللعب النظيف وتعزز ثقافة التواضع عند النصر والابتسامة عند الهزيمة. وأخيراً أرجو ألا يتكرر هذا المنظر رغم أنني أشاهد الشد والشراسة في اللعب في مباريات الناشئين مما يتطلب تعاوناً وتكاملاً بين التربية والتعليم والرئاسة العامة لرعاية الشباب والثقافة والإعلام والتعليم العالي والشئون الإسلامية وغيرها لبث ثقافة حسن التعامل والسكينة والمحبة والتآلف والمودة بين شباب المجتمع، وهي ثقافة وطننا التي عرفناها ونريدها أن تسود في مسابقاتنا الرياضية المختلفة.