هناك أناس تستحي أن تقول لرئيس الهلال من الأفضل أن تستقيل يا طويل العمر وتدع الهلال يدخل في مرحلة إدارية جديدة، فقد أعطيت ووفيت، وسيذكرك الكل بالخير دائماً، والتوقيت لم يعد مناسباً لاستمرارك، والتغيير سمة كونية فلا تنزعج. وهناك أناس تخاف أن تقول له نفس النصيحة لأسباب تتعلق بالاستنفاع، أولأسباب تتعلق بارتباطها معه في مجلسٍ إداري واحد، أولأسباب قد تكون لأنها ليست ذات رأي ومشورة ونصح، وقدرة على أن تقول ما ينفع الهلال ورئيسه. وهناك أناس تود أن تقول هذه الحقيقة المرة المستطابة لكن لم تحن لها الفرصة المناسبة كي تفعل ذلك. ولكن طالما أن رئيس الهلال قد طلب اجتماعاً شرفياً هذا الشهر، فمن الأفضل أن يقرر هو وبصوت مسموع إما أن يبقى ويتحمل كل مصاريف الهلال من حسابه الخاص أو أن يتقدم باستقالته قبل أن يسمعها من غيره ولو تلميحاً داخل الاجتماع أو على هامشه، أو في المدرجات. وكل ذلك كون دورة الهلال الحياتية تعتمد على التجديد والتغيير، ولو لا ذلك لأصبح الهلال كالنصر والاتفاق والأهلي متوقفاً في محطة قطار المشاعر، لا يتحرك إلا رويداً وقد لا يتحرك إلا متأخراً، أو لا يتحرك إلا في العام مرة واحدة. فالهلال ليس من العدل والإنصاف أن تصبح العالمية بالنسبة له هاجساً ثقيلا وهو أفضل من كل من طاروا لها عبر قارة آسيا، والهلال ليس من العدل أن يتحول إلى متفرج في سوق انتقالات اللاعبين دون أن يكون لاعباً رئيسيا ويمثل وجهة كل اللاعبين قبل الاتحاد والأهلي والنصر. وشخصيا الأمر ليس مرتبطاً بانتقال الفريدي وهوساوي، فهذان سيكون مصيرهما مصير الدوخي والغشيان وعزيز والعويران، لأن كل نجم غادر صفوف الهلال هوى سريعاً، ولكن لأنني أقدر رئيس الهلال وأخشى عليه من دوائر الوسط الرياضي. فكل اللاعبين الذين وصفوا سامي الجابر بالدكتاتوري والعنيف، ووضعوا إزاحته شرطاً لبقائهم أو الانتقال رحلوا عن الهلال، وخذلوا من استقووا بهم لإيجاد خطة إبعاد الجابر عن إدارة الكرة. كل الذين يقولون له خلال الأشهر الأخيرة افعل في الهلال ماتشاء ولا حرج ينتقدون أخطاءه خفيةً. وكل الذين يطبلون لرئيس الهلال الآن غداً سيكونوا أول المتحولين للضفة الأخرى بمجرد أن يرحل. اللهم إني بلغت فاشهد.