ها قد أصبح البساط (أحمدياً) بيني وبين حرمنا المصون.. ولم يعد أحد (يزعل) من الآخر.. لا تمسكوا الخشب.. واذكروا الله الواحد الأحد.. نعم.. لقد اعتادت أم العيال على أن تتحفني بما تستقبله من أخبار و(نكت) على الـ (وتس أب).. وبحكم أنها تشترك مع أكثر من (قروب) نسائي تأتي أغلب (النكات) على الأزواج ومعاناة الزوجات منهم.. وفي كل مرة أحسس على رأسي ولا أجد (القشة) أحمد الله على السلامة.. ولا أعتقد ـ يا معشر الرجال ـ أنني سأصمد طويلاً.. وقد فكرت أن أتبادل مع (صاحبتي) الهجوم ولا أستسلم للدفاع قبل أن (ينكشف المرمى) وأمنى بهزيمة ساحقة.. فلـ (صاحبتي) وصويحباتها أهدي هذه الحكاية: فيلسوف معاصر أنهكته الحياة في قفص الزوجية بعد أن تحول إلى (فالصو).. راح يحدث (خادمته) وهي تقدم ضروب السمع والطاعة للمدام: لست وحدك يا (كرواتي) من يقول (حاضر يا مدام).. كلنا في الهوى سواء.. وحاجاتنا يا (كرواتي) لا تبتعد كثيراً، فأنتِ تبحثين عن (لقمة العيش) وكفيلك (المسكين) رب الأسرة وزوج المدام يبحث عن (راحة العيش).. يظنها في تلك العبارة التي ما زلت ترددينها كلما طلبت منك المدام شيئاً قبل أن يكتشف خلال عدد من المحطات في مشوار الحياة الزوجية أنها لا تكفي لإرضاء المدام وجعل الحياة خالية من (المنغصات). ويواصل صاحبنا المكلوم عرض استنتاجاته مؤكداً: نعم.. كلنا شغالين عند (المدام) ونسعى لإرضائها، ولن نستطيع.. الأمر بات واضحاً.. ثم يقول ناصحاً: وحتى أكون (منصفاً) فلن أدعوك أيها الزوج (السوي) إلى استخدام أسلوب الرفض الدائم ولكن إياك أن تبالغ في قول (حاضر) على حساب مشاغلك واهتماماتك بل و(هواياتك) أيضاً.. لأنك (بشر من لحم ودم) مثل المدام ولديك (احتياجات) مثل المدام.. وعلى جميع الأطراف ذات العلاقة أن يفهوا ذلك جيداً وأعتقد أنهم يفهمون ولكنهم لا يستطيعون دائماً أن يصرحوا بما يؤمنون به.. ربما خوفاً من (المدام).. وربما مجاملة للمدام.. ويا عيني على (المدام).. باستطاعتها أن تحيلك أيها (الزوج) السوي (المسالم) من (أسد) إلى (حمار) قبل أن تصبح (كلباً) أو (قرداً).. هكذا يرى صاحبنا بعد أن عاش تلك الأطوار.. يقول صاحبنا المكتشف أن الزوج يكون في البداية (أسداً) (يأمر وينهى) وتقول له زوجه: (سمعاً وطاعة).. حتى إذا ما قضى زمناً يسيراً في ذلك الهناء وتعلق بـ (ست الحسن والدلال).. راحت (صاحبته) تفرض عليه نظاماً للاستفادة من قواه البدنية (الخارقة) فتجعل منه (حماراً) يسير بها إلى حيث تشاء بلا تفكير.. وهل يا ترى تفكر (الحمير)؟ اعذروني ـ يا سادة ـ إنها نظرية صاحبنا ونحن ما زلنا في (الطور الثاني) للزوج السوي يقضي فيه زمناً طويلاً في عناء حتى إذا ما انهدت قواه وداهمته العلل والأنواء فراح يصيح (من حر ما فيه) تركته (يعوي) كـ (الكلب).. والرجل في هذا الطور يظن أنه ما زال ذلك الأسد (المخيف) وليس ثم سوى (التنفيس).. (يشكو) وما من مجيب.. فإذا ما انقطع صوته تحول إلى (قرد ظريف).. ينظر حوله بـ(غرابة) ويدير رأسه بـ (ببلاهة).