لو حصل الهلال على بطولة الدوري هذا الموسم فإن ذلك يعني أن لا شيء تغير على صعيد مراكز قوى الكرة السعودية، كذلك الشباب أو الاتحاد لكن ما سيحرك الماء الراكد أن يعود الأهلي أو النصر لأخذ موقعهما الذي يتوافق مع القيمة التاريخية والجماهيرية اللتين بالطبع مازالا يحتفظان بها أو القيمة الفنية التي ليست على ما يرام في المواسم الماضية عدا بعض بشائر تظهر وتغيب من المؤكد أن الأهلي والنصر لا يرضيانها. لابد من فحص الخصائص الفنية للفرق التي عادة ما تحقق الترتيب المتقدم في الدوري سنجد أنها كانت مبادرة في اتخاذ خطوات تعزز من قوة الفريق مواسم، بتعاقدات مميزة على صعيد اللاعب غير السعودي وأخرى موفقة في اختيار الأنسب للفريق من اللاعبين المحليين، أو حين يتم العودة للاعتماد على المواهب التي تنتجها فرق الأولمبي والشباب والناشئين، إن ذلك حدث مع الاتحاد والهلال ثم الشباب وهو ما عزز وجود هذه الفرق خلال السنوات الماضية، بينما كان الأهلي يتقدم خطوة ويرجع خطوتين حيث كان بعيداً عن منطقة التنافس ليعود 2007 ويحقق بطولتين مهمتين وعلى منافسه التقليدي ولكن البطولتين لا يمكن القياس الفني عليهما وهو فعلاً ما حدث حين عاد الأهلي مرة أخرى للوراء، ولعل العودة الأهم له هو الموسم الماضي بالمنافسة حتى الرمق الأخير على بطولة الدوري معززاً ذلك قبل الدوري بالفوز بكأس خادم الحرمين للأبطال، وكذلك بالفوز بها مرة أخرى بعد خسارته ثم أداء دور تنافسي كامل في أبطال آسيا، لكن نحن الآن نترقب أن يكون هناك تكامل فني وعناصري ومعنوي يجعل الأهلي يسعى دون تردد للمنافسة على بطولة الدوري لولا أن هزيمته من التعاون ثم الهلال جلبت الكثير من الشكوك في أن ما يعانيه لا يمكن تغيير حاله إلا بتشخيصه ثم معالجته. أما النصر فسيبقى يراوح مكانه حتى تفتح له ثغرة في جدار الخوف الذي يفصل بينه والعودة وأن يستعيد مكانه الطبيعي، ولعل هذا الضوء الذي يمكن له أن يمر من الثغرة وهو ما نلاحظه خلال أدائه للجولات الماضية وقبل ذلك التغير العناصري للأحسن، وبوادر حسنة لمدربه إنما ليس ذلك كل شيء فهو يحتاج إلى أن يقر أنه ليس في منطقة المنافسة وبعيد عن الخطر وهذه المنطقة من السهل أن تعود بك للوراء، ولكن من الصعب أن تصعد بك للأمام ما لم تدرس الحالة الفنية للفريق على نحو جاد وتتحمل الضغوط الجماهيرية والإعلامية في سبيل تنفيذ إستراتيجيتك بثبات وتلمس بشكل دقيق لعطاءات اللاعبين ومدى فائدتهم على المستوى الجماعي بعيداً عن تبني نجوميتهم أو الدفاع عنهم سيكون النصر موعودا بموسم هادئ لكن ليس ذلك ما يبحث عنه جمهور النصر الذين لن يرضيهم إلا بطولة واحدة هذا الموسم مهما كان نوعها وأظنها كافية لإخراج النصر من الحال الذي هو عليه وعودته من جديد. ليست دعوة تمني لعودة الأربعة الأقوى، ولكن رغبة في أن يكون لكل موسم أكثر من أربعة أقوياء يجعلون للموسم ناتجا إيجابيا وقيمة مضافة للكرة السعودية.