أخذت أولادي بعد غيبة عن ملعب الملك فهد الدولي لحضور مباراة الهلال والأهلي التي تمت يوم الأربعاء الماضي، حيث اعتادوا الذهاب مع أقرانهم ولكنني قررت اكتشاف متعة حضور المباريات واستعادة ذاكرة الذهاب لملعب الصائغ وملعب الأمير فيصل بن فهد، وسعدت حينما وجدت مثلي من الآباء من اصطحب أبنااه للاستمتاع بأجواء الرياض الجميلة هذه الأيام. وكانت البداية بشراء التذاكر والحضور مع الجمهور بعيدا عن أي ترتيبات أخرى. وحرصت على إرسال مندوب لشراء التذاكر يوم المباراة خوفا من الزحام. وسألت عن نظام البيع عن طريق الإنترنت فوجدت أن ذلك لم يتم العمل به. وأدركت أن هناك أسباباً للمماطلة في هذا الأمر التنظيمي البسيط، مما يدل على تردي خدمات التسويق وضعف الأخذ بالتقنيات الحديثة التي يعد فيها مثل هذا الأمر أبسط الأشياء. وسألت فقيل ربما في متجر الهلال في التحلية الخاص بشركة الاتصالات موبايلي التي تشهد ترديا ملحوظا في خدماتها. فذهب المندوب إلى محل الهلال فقالوا لا توجد لديهم تذاكر، وذهب إلى ملعب الملز فقالوا إن يوم المباراة مخصص للبيع فقط في ملعب الملك فهد، ولا أعلم لماذا بدلا أن تباع في أي مكان والأسهل الإنترنت أوفي مراكز التسوق الكبيرة والمكتبات والبريد.. كما تم في مباراة السعودية والأرجنتين، وتخيلوا مع زحام السيارات وهدم كبري المعيزلة متى وصل المندوب للملعب، حيث ضاع النهار للوصول للملعب، حيث وصل الثالثة عصرا فقيل انتظر حتى الرابعة عصرا، وبعد الرابعة والزحام قالوا لا توجد إلا فئتين إما عشرين ريالاً أو ثلاثمائة ريال، وهذا تباين غريب في الأسعار، قلت عليك بفئة العشرين، وذهبنا للملعب وجاءت مشكلة الزحام حول الملعب وحالة تقفيل الطرق، وهي إجراءات عشوائية غير مدروسة هندسيا يعملها بعض العاملين في المرور اجتهادا فيخلقون أزمات وربكة وزحاماً، وهذا ليس في الملعب وإنما في طرق متعددة، وهندسة النقل دقيقة وعلم قائم بذاته. ودخلنا الملعب ولاحظت انعدام جهد شركة الصيانة، فالمقاعد يكسوها الغبار الشديد والقذارة في كل مكان، أما دورات المياه فكل شيء معطل ماعدا القليل من المياه، وأستغرب أن تكون هناك شركة صيانة تغيب عنها المتابعة لأن أجهزة طرد المياه متعطلة، ولك أن تتخيل كيف سيقضي الجمهور حاجتهم وخصوصا صغار السن، فالقذارة في كل مكان.. حسبنا الله على شركة الصيانة ومن يشرف عليها ويتابع عملها، ومحزن أن تكون منشأة بهذا الجمال وبهذا الاتساخ، وماذا تقول جماهير المنتخبات الأخرى عندما تحضر لتشجيع منتخباتها وتشاهد هذا المستوى الردئ في النظافة والصيانة. عموما حضوري للمباراة أوضح لي معاناة الجمهور مع النظافة ودورات المياه والأكشاك التي يغيب السعودي عن البيع فيها وبأسعار مبالغ فيها مع عدم تنوع في السلع. أما الأجمل في المباراة فقد كانت ممثلة في جهود رجال الأمن الذين توزعوا في الملعب والمدرجات وأشرفوا على الأمن، وهم قوة المهمات والواجبات الخاصة، فبارك الله في جهودهم، وواضح إنها إدارة متقنة لعملها ولها قيادة جيدة.