|


سعد المهدي
المقاعد الأربعة ومباراة الشرائع
2012-11-30

اعتمد المكتب التنفيذي للاتحاد الآسيوي لكرة القدم أربعة مقاعد للأندية السعودية للنسخة المقبلة 2013 في دوري أبطال آسيا للأندية العام الماضي كان نصيبنا ثلاثة مقاعد ونصف، الفرق بين العام الماضي والمقبل أن بعضنا اعتبر أننا خسرنا العام الماضي نصف مقعد ونسب ذلك إلى تدهور الكرة السعودية وتراجعها على أقل وصف، بينما الآن أتحدى أن يجرؤ ويقول إننا حصلنا على المقاعد الأربعة لأن كرتنا تقدمت أو أنها تعافت، وأنا معه في ذلك على شرط أن يسحب كلامه السابق حين اعتبر أن نصف المقعد الذي تم سحبه كان نتيجة تراجع الكرة السعودية، لأن المقاعد الأربعة أو أقل ليست إلا نتيجة تحقق معايير معينة ربما يكون فيها أو من بينها ما يشير إلى تراجع أو تطور، لكن ذلك لا يشكل الأساس في التقييم. اليوم مواجهة ساخنة جداً بين الغريمين الاتحاد والأهلي في مباراة مؤجلة للجولة السادسة من دوري زين، والفريقان كانا من بين فرسان منافسات دوري أبطال آسيا، بل ووصل أحدهما وهو الأهلي إلى النهائي، لكن حال الاتحاد والأهلي مؤقتاً ليس على ما يرام، وأتصور أن يكون ملعب المباراة من العوامل الأكثر تأثيراً على سير ونتيجة المباراة.. فالفريقان يلعبان ولأول مرة ضد بعض في تاريخهما في هذا الملعب بعيداً عن جدة، وستكون أجواء مدينة الملك عبدالعزيز الرياضية شرق مكة المكرمة (الشرائع) ذات تأثير مباشر أو غير مباشر، وأرى أنها ستكون في صالح الأهلي وأقصد التأثيرات وذلك ببساطة لأنه الأحوج لأيّ تغيير نفسي يجعله يجد نفسه ويسيطر أو يقبض على قدراته المميزة التي هربت من بين يديه خلال المواجهات الأربع الماضية دون سبب، أما الاتحاد فإنه سيكون الأكثر تحملاً لأي ضغط وربما يكون في حالٍ أفضل إذا ما اعتبر أن المباراة على أرض الأهلي وخاض المواجهة على هذا الأساس فليس بالضرورة أن تكون هناك حقيقة محفزة المهم أن توجدها أو حتى تخترعها. الأربعة مقاعد يجب أن تجعل النقاد أو الذين انتقدوا كل شيء بسبب النصف مقعد أن يعيدوا حساباتهم حين يفسرون ويحللون أسباب تراجع أو تقدم نجاح أو فشل صواب أو خطأ أي عمل أو فكرة أو مشروع أو نتيجة لا يمكن أن يكون مقبولاً أن تتخطفنا هذه الآراء وقد يثبت أنها صماء عمياء لا تستند على معرفة ولا قراءة جيدة، وغير مسؤولة ولا يجب أن نسمح بتكرار الاحتفاء بمثل هذه الآراء ولا بمروجيها، بل مساءلتهم وليس أقل من إحراجهم بإعادة نشر أو بث ما كتبوه وقالوه حول المقاعد وما دار حولها من تفسيرات واتهامات ومغالطات. تماماً يجب أن لا يعترض أحد على آخر، لأنه قال رأيه مهما كان صادماً أو مروعاً، لكن من الظلم ألا يحاسب عليه إذا ثبت أنه استخدم في تعزيزه الكثير من الأكاذيب والمغالطات لإسناده أو شرعنته دون وجه حق، وثبت فيما بعد أيضاً عدم صوابه أو وجاهته وهذا لا يدخل ضمن حرية الرأي ولا يمكن اعتباره اجتهاداً لم يوفق إذ يمكن قراءة ما بين السطور وفهم الأرضية التي يقف عليها كل شخص من هؤلاء، وكيف أن بوصلته قادته إلى هذا الاتجاه أو ذاك ولأي سبب. المقاعد الأربعة التي حصل عليها الأقوياء الأربعة الشباب والأهلي والهلال والاتفاق بحسب ترتيب دوري الموسم الماضي الذي ترشحوا على ضوئه هل سيجعل الجماهير والمراقبين يعيدون أداء المهمة بذات الأدوات والآليات والفكر؟.. أم أن تجارب فرقنا خلال السنوات السبع الماضية أفضت إلى تغيير في خطط التحضير وأسلوب خوض المشاركة.. ثم هل تغيرت بيئة هذه الفرق وأقصد التي تتشكل من الجماهير والإعلام، وهذا التغير كله أو بعضه.. هل هو بالقدر الكافي من النضج الذي يساعد على أداء مختلف.. هل سيخفف من حماسنا لصالح التركيز والانضباط ويحدد سقف توقعاتنا وطموحنا بالقدر الذي يجعلنا نتجاوزه.. هل سيخفي تلك التمنيات النمطية المعلبة التي أكرهها مثل أن يلتقي فريقان سعوديان على النهائي.. أتمنى ذلك (طبعاً أن لا نسمع هذه الأمنية) وقبله أتمنى أن نعيش مساء اليوم أجواء كروية عبقة ونظيفة تنتهي بكم كبير من الأهداف لصالح الفريقين.