ظاهرتان تخصان المدارس كانتا محل نقاش في لقاء عائلي شهده آباء وأبناء من أحياء مختلفة في الرياض.الأولى ظاهرة الغياب يوم الأربعاء في بعض المدارس وبقاء إدارات المدارس غير قادرة على عمل أي شيء وبالذات في بعض المدارس الأهلية. ويقول طلاب إحدى المراحل المتوسطة بأن والده يحثه على الدراسة وحريص على عدم الغياب فيذهب للمدرسة ولكنه يفاجأ بأن الفصل لا يوجد فيه إلا هو وزميل آخر، وأن المعلم يعتذر عن الشرح لقلة الطلبة. ويضيف طالب آخر في الثانوية العامة إن ظاهرة الغياب يوم الأربعاء زادت مؤخرا بشكل ملحوظ، وأن ذلك يتم بالتنسيق بين الطلبة أنفسهم مع إهمال وعدم متابعة من قبل إدارة المدرسة والمعلمين وأولياء الأمور.ولاشك أن هذه ظاهرة خطيرة ينبغي التصدي لها حتى لا تتسع، ويجب على المشرفين التربويين القيام بجولات مفاجئة على المدارس وعدم الاستهانة بهذه الظاهرة ومحاصرتها في بدايتها، ولاحظت حالة إحباط عند هؤلاء الطلاب الطموحين. أما الظاهرة الثانية فهي موضوع التفحيط داخل ثانوية القدس في الرياض، وظهور تصوير في اليوتيوب لعرض تفحيط داخل الثانوية بحضور المدير والمعلمين والطلبة. وقرأت تعليقات ظهر فيها حالة من الإستياء والاستهجان من قبل العديد من المواطنين حول هذا الحدث.أما وجهة نظري فإنني أشد على يد صاحب الفكرة وأثني عليها، لأنه حول يوم المدرسة الذي يفتقد للجاذبية والتشويق إلى يوم مختلف بدعوة شاب متحدث يحذر من خطورة التفحيط ومايصاحبه من ظواهر كما علق هو بذلك، وهو أقدر من يوضح للشباب لأنه منهم ويتحدث بلغتهم.ويجب أن تفتح المدارس لتجارب الشباب الناجحين في مجالات مختلفة ومنها مهارات القيادة، أما حل مشكلة التفحيط فتكون بالسماح لفتح أندية شعبية لمهارات القيادة يشرف عليها ضباط ورجال أمن متقاعدون، وتكون ميسرة وبرسوم بسيطة جدا حتى لا تكون نخبوية أو لأولاد الذوات القادرين على دفع رسوم الأندية الغالية. وبهذا نؤمن أماكن يمارس فيها الشباب هواياتهم بعيدا عن الشوارع وتحت إشراف مناسب. أما ماحدث في الثانوية فهو أمر إيجابي بعد أن أصبحت مدارسنا رتيبة غير مشوقة مع ظواهر الإعلام الجديد والبلاك بيري والتقنية الحديثة التي تحتاج لتعليم حديث مختلف، ومن ذلك الانفتاح على ظواهر المجتمع ومناقشتها وتبصير الشباب بها.