|

رؤية 2030 آفاق عالمية للرياضة أرقام وإنجازات





د. محمد باجنيد
لا تحلقوا لحاكم
2012-12-07

الإيمان في القلب.. ما أكثر من يرددها اليوم.. وهذه العبارة لا تعني بكل تأكيد الإشارة إلى هذا العضو المختزن للمشاعر والأحاسيس.. المرسل والمستقبل لها.. إنها يا قوم تستخدم للرد على كل ناصح يدعو المقصرين للعودة إلى الله.. يحثهم إلى المحافظة على صلاة الجماعة في المسجد. حتى هذه يا سادة بات هناك من يساوم فيها ويجادل.. بل ويحاول أن يقنعك بمغالطة غريبة عجيبة.. يقولون: هناك من (الملتحين) الذين يملأون المساجد من لا يتوان عن أكل حقوق الناس بغير حق.. إذاً.. نترك الصلاة في المسجد كي لا نكون مثل هؤلاء مع أنهم يعدون (استثناءً).. نعم.. إنهم لا يمثلون السواد الأعظم من أولئك الأتقياء (المشايين في الظلم) المحافظين على صلاة الفجر.. ومع ذلك يروق لحاملي فلسفة (الإيمان في القلب) الاستشهاد بذلك النفر القليل.. لست (صحوياً).. وأشعر يقيناً بأنني ما زلت في سبات عميق وليست (غفوة).. أقول ذلك وأنا بكامل قواي العقلية.. وأحسب أن هذا السبات هو من أعادنا إلى الوراء كثيراً في كل المجالات.. ومع ذلك لن أذهب وأحلق (لحيتي)، بل سأسعى مستعيناً بالله لإصلاح (سريرتي) التي ستظل مفتونة بهذه (الحلوة الخضرة).. راجياً الله خروجاً آمناً منها. الصحوة أيها الإخوة الكرام ليست حكراً على (الملتحين).. فهناك في الصف الأول من (الحليقين) من لا تفوته تكبيرة الإحرام.. يأتي إلى المسجد قبل الأذان.. يصلي النوافل ويقرأ القرآن.. نعم الصحوة الحقيقية في القلب وليست في الشكل.. ولكن لا يكفي أن تسير ترددها مثل (الببغاء).. أين أثر الإيمان عليك ظاهراً وباطنا؟.. أين التزامك بالصلاة عمود الدين وببقية الفرائض؟.. أين حرصك على ترك المنكرات؟.. أين التزامك بسنة الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم؟.. إذا رأيتم الرجل يعتاد المساجد فاشهدوا له بالإيمان.. وإذا لم تروه؛ فلا تذهبوا مع المتقاعسين وترددوا (الإيمان في القلب).. إنه التهرب من الالتزام بدعوى (الهوى).. والنفس ـ كما تعلمون ـ يقتادها الهوى إذا لم تجد منذراً.. محذراً.. دعك من أولئك المقصرين الذين لم تنهاهم صلاتهم عن ظلم الناس.. واستفت قلبك وسينبئك بـ (اليقين) الذي يعتلج فيه.. استفت قلبك وتجرد من هواك وستعرف أنك تغالط نفسك وتعصي خالقك.. لا تغضب يا أخي وتبحث عن رد تجادل به الحق.. دعك من (المراء) ولك بيت في ربض الجنة.