|


د. سعود المصيبيح
شكرا للمبدعات في الثانوية 22
2012-12-16

(من سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة) حديث شريف يحث على المبادرة وعمل مايخدم الناس وما يستفيدون منه، وهو ماتم في الثانوية 22 بالرياض، حيث نجحت المدرسة في تخفيف أوزان عدد من الطالبات اللاتي يعانين السمنة من خلال برنامج مسابقات تحفيزي مشابه لبرنامج الرابح الأكبرالذي عرضته إحدى القنوات العربية. وحملت المسابقة عنوان (أتحدى الميزان ونقص وزنك) وابتكرتها المعلمة أمل العقيل وزميلتها هديل الجهني بدعم ومتابعة مديرة المدرسة منى بشناق وتهدف إلى المحافظة على الصحة.وقالت المعلمة أمل العقيل إن البرنامج جاء نتيجة لحاجة الطالبات لثقافة صحية بعد انتشار البدانة وتفشيها والأكل غير الصحي، مؤكدة أن الفكرة تولدت بعد صعوبة تنقل الطالبات بين معامل المدرسة وثقل الحركة وافتقادهن اللياقة البدنية وزيادة الأوزان.وقامت هذه المعلمة بالإعلان عن البرنامج ومن ترغب الانضمام إليه، وجرى قياس الطول والوزن، وتم اختيار 20 طالبة من الأعلى وزنا ويتضح حاجتهن للمساعدة. وتم إرسال نماذج موافقة أولياء الأمور وتم الترحيب بها وتم عمل محاضرات تحفيزية وتثقيفية وتوزيع ملزمة مزودة بالسعرات الحرارية وبرنامج رياضي في المدرسة والمنزل.وأضافت المعلمة العقيل بأنه تم إنشاء ناد رياضي مزود بالأجهزة الكاملة في المدرسة تمارس الطالبة التمارين في حصص النشاط والفراغ بالتنسيق مع معلمتها ويتم قياس الوزن بشكل أسبوعي والتحفيز بالهدايا التشجيعية. وعادت بي الذاكرة في بداية عملي في وزارة التربية والتعليم إلى زيارات المدارس بمعية وزير التربية السابق الدكتور محمد الرشيد، حيث تم ملاحظة زيادة الوزن بين الطلاب واتضح بسبب الأكل والشرب غير الصحي وعدم الاهتمام بالنشاط، فتم منع المشروبات الغازية وإدخال الحليب والعصائر المفيدة ومنع المسليات والصبغيات غير المفيدة وزيادة النشاط وتطويره. وكان لذلك أبلغ الأثر في نشر التوعية الصحية داخل المدارس.لذا فإن ماقامت به هذه المدرسة يستحق الدعم والتشجيع وأن تكرم المدرسة والمديرة وهاتين المعلمتين لأنهن ابتكرن حاجة لعلاج مشكلة كبيرة وهي السمنة التي تقود إلى السكر والضغط وأمراض القلب والمفاصل وتأثيرها النفسي والجمالي على الفرد وأثر ذلك حتى على قيام الإنسان بواجباته الدينية، حيث حثنا الإسلام على العناية بالجسم وألا نؤدي بأنفسنا إلى التهلكة .ولنا أن نتصور أن الوزارة عممت الفكرة ونشرت ثقافة الرشاقة ومحاربة السمنة في جميع المدارس مما سيخفف من هذه المشكلة الكبرى .والجميل أن المدرسة أمنت الأدوات والتجهيزات وعندي ثقة أنها كانت تبرعاً ومبادرة لأن العمل غير التقليدي تقوده المبدعات والمبتكرات والمخلصات.