|


د . رشيد الحمد
المسحل.. أعط القوس باريها
2012-12-19

تنتظر الرياضة السعودية الحدث الأهم في تاريخها في ظل التطوير الذي تنشده اللجنة الأولمبية السعودية على اعتبار أنها في العرف الرياضي تمثل هرم الرياضة السعودية، ويتصدى محمد المسحل الأمين العام للجنة الأولمبية السعودية لمهمة ليست بالسهلة حيث إنه يقف على خط قوي للوقوف على إنهاء اللوائح لاعتمادها في الجمعية العمومية قبل البدء في الانتخابات ومازلت أرى بأن شهر فبراير ليس كافياً لإنجاز كل اللوائح والنظم لتكون معدلة وجاهزة للتطبيق، وجرت العادة أن تحدث تكتلات في الانتخابات كما حدث في الدورة السابقة حيث جاءت الانتخابات بأعضاء ليسوا في مستوى الطموح والكل فيه الخير وما أعلن عنه أمين اللجنة الأولمبية بترشيح 50% وتعيين 50% هو عين العقل تماما إلا أن الخطوة الأهم هو أن يكون المعينون من أبناء اللعبة تماماً وألا يكونوا تكملة عدد، المسحل من وجهة نظري وما شاهدناه إبان ترؤسه للجنة المنتخبات السعودية لكرة القدم قدم عملاً منضبطاً ومرتباً من خلال تشكيلات المنتخبات ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب بعيداً عن المجاملات، ولأن أعضاء الاتحادات وأمناءها سيمثلون فريق عمله في المستقبل وهم من سينفذون سياسة اللجنة الأولمبية السعودية ورسم الخطط الإستراتيجية للرياضة السعودية، وإن وفق المسحل في تقديم أسماء من أصحاب المجال من اللاعبين السابقين والمدربين والحكام من المشهود لهم بالكفاءة والتميز فسترتفع أسهمه وسيكون على المحك، وإن لم يوفق فسيسقطونه بلا محالة لأن نجاح الاتحادات واحد من أهم المعايير لتقييم عمل اللجنة الأولمبية السعودية في الأربع سنوات المقبلة؛ أدرك أنه سيواجه تدخلات قوية وبالذات عند التعيين لإدخال أعضاء وبالذات من ذوي القربى وعليه أن يتخذ القرار المناسب الذي يكفل بجعل من يفكر لرياضتنا في مستوى الطموح، أتفق مع فكر المسحل كثيراً فيما ذكره بأنه سيعطي القوس لباريها، وسيرشح لمواقع رئاسة الاتحادات من القيادات الرياضية من اللاعبين السابقين أو الحكام أو الإداريين في مجال رياضتهم وهذا سيسهل عمل الاتحادات والفكر الذي يطرح في مجالسهم لأنه من واقع تجربة لا يوجد رئيس يدفع على الاتحاد من جيبه الخاص مهما كان، بل إن وجد فهو يدفع ويعوض فور توفر السيولة، ولذلك فالمهم اليوم الفكر وصناعة الفكر البشري والاستثمار فيه وبالذات للمتخصص هو المطلب، والألعاب الفردية تحتاج إلى أصحاب خبرة تراكمية في المجال ومثال لمن هم حولنا من دول الخليج كقطر مثلاً رشحت ناصر الخليفي لاعب التنس السابق رئيساً للاتحاد، وهذا هو يغرد به رغم أن أول من رأس الاتحاد القطري للتنس السيد علي الفردان رجل الأعمال، فيما أن أبطال المملكة في ألعابنا خارج الاتحادات وعلى سبيل المثال لا الحصر لاعب التنس فهمي صالح حيث إنه أفضل أربعة لاعبين عرف في دورة الألعاب العربية عام 85م وأب لأفضل لاعبين سعوديين في الفئات السنية وخالد فتياني والكابتن بدر المقيل الذي صنف من أكثر اللاعبين الذين مثلوا دولهم في بطولة كأس ديفز وبطلاً للمملكة لعدة سنوات، وتوفيق معافا اللاعب السابق والمدرب الوطني وفؤاد إبراهيم والمجال يطول، وفي الجمباز البطل السعودي والمؤهل رياضياً وعالمياً خالد البوصي وفي كرة السلة والطائرة وغيرها ما يحدث لدينا عكس الدول، فالترشيح يتم من أجل الترشيح وليس بالكفاءة والتميز، واليوم مطلوب وضع الأمور في نصابها وإتاحة الفرصة للكوادر المتميزة كل في مجاله وتخصصه لقيادة الرياضة السعودية، ووقتها قد تُبرأ ذمة المسحل عند التقييم لواقع الرياضة، وبقي أن أذكر بأن عصب الرياضة هو المال، فبلا مال ستظل الأفكار والخطط حبيسة الأدراج، فهي فرصة بأن يتم الإعلان عن التشكيلات لمجالس الاتحادات الرياضية وكذلك تسويق الاتحادات ورعايتها من قبل الشركات المتخصصة ليتوافق العمل الإداري والفني مع الخطط على أرض الواقع.