|

رؤية 2030 آفاق عالمية للرياضة أرقام وإنجازات





د. محمد باجنيد
مدرب جديد للأهلي
2012-12-28

هي ليست مشكلة الأهلي وحده.. إنها مشكلة ثقافة إنسان.. نعم.. إننا نعاني من عدم اهتمامنا بتقييم الأمور بواقعية تكشف النواحي الإيجابية والسلبية في العمل.. إذاً.. الأهلي (مثال) وهذا المقال كان يمكن أن يكون أكثر فائدة لو أنني قمت بنشره بعد خسارة الفريق للكأس الآسيوية.. ها أنا أصحو في وقت متأخر وبعد أن ضاع الأمل في الدوري وخرج الفريق من بطولة كأس ولي العهد. أعود لأكتب في الرياضة ليس لأنفي اتهام صديقي العزيز سعد القحطاني لي بأنني أعود لمقالاتي الاجتماعية عندما يتوارى (الأهلي). ها أنا أعود يا أبا خالد لأكشف حال الأهلي ومعاناته التي تأكدت بعد عودته خاسراً تلك البطولة الكبرى.. نعم أكثر من ست خسائر من ثمان مباريات لعبها في الدوري وكأس ولي العهد، أظهرت لكل متابع فاهم للكرة، بأن الأهلي عاد إلى المنافسات المحلية مصدوماً.. لا يشتهي ما دون تلك البطولة الحلم.. دخل اللاعبون ومدربهم في الأجواء المحلية بدون نفس.. وظن (جاروليم) بأنه قادر على أن يحصد كل النقاط حتى وهو يقوم بإجراء تغييرات كثيرة على التشكيلة. خسر الأهلي معظم نقاط مبارياته لأنه لم يستفد من مباراة أولسان.. كان بالإمكان أن يعود للدوري قوياً مستوعباً ومدركاً لأبعاد ذلك الدرس المفيد.. إن مباراة أولسان لا تشخص حال الأهلي فقط وإنما حال الكرة السعودية وتكشف ما تحتاجه للعودة.. هل يعقل أن يعود الأهلي من ذلك الاختبار الصعب مكتئباً.. يمزق كل كتبه ودفاتره؟.. لو كنت مدرباً للفريق لشرعت بعد العودة إلى الوطن إلى مشاهدة المباراة وتحديد كل جوانب التفوق لدى الكوريين وجوانب الضعف التي يعاني منها الفريق الأهلاوي.. ثم حقنت اللاعبين بجرعة فنية وحيوية من تلك المدرسة الكورية المتفوقة ليس في كرة القدم وإنما في كل مجالات الحياة.. نعم كان بإمكان أن يستخرج الأهلي من مرارة الخسارة حلاوة التفوق (المحلي)، وبالتالي العودة بقوة للمنافسة الآسيوية.. نعم هكذا تُستثمر الخسارة، ويُفهم ذلك الكلام الحكيم الأثير (الفشل يعلم النجاح).. نعم.. لقد مزق الأهلي كتبه ودفاتره وكل أوراقه التي كان (يذاكر) بها طوال موسمين ناجحين، وعاد يحمل مرارة الخسارة.. وكان من الأولى أن يحمل معه المنهج الكوري المنظم والذي يثبت يوماً بعد يوم أن أصحابه يتقدمون نحو المنافسة العالمية بخطوات مدروسة.. لست مع من يقول بأن الإدارة لا تستطيع أن تناقش المدرب في الجوانب الفنية.. كل من لعب الكرة وتذوقها يستطيع أن يقدم رأيه في جوانبها الفنية.. يستثمر في ذلك ثقافته المتنوعة لأن كرة القدم تحتاجها.. قد تُعذر الإدارة الأهلاوية في ترك الأمور للمدرب في وضع التشكيلة ولكن في حدود المعقول.. فمن غير المقبول أن يصل الأمر إلى حد تركه (يخبص) على كيفه حتى تقع الفأس في الرأس، ثم تتحرك الإدارة لمناقشته ومكاشفته بأخطائه.. ثم تجد نفسها مضطرة لاستمراره لأن إحضار مدرب جديد سيربك الفريق، ولن تكون الاستفادة منه بالشكل المأمول خلال فترة توقف الدوري لمشاركة المنتخب في دورة الخليج لأن الفريق سيعاني من غياب معظم عناصر الأساسية.. إذاً.. الإبقاء على جاروليم يبدو قراراً صائباً خاصة وهو يبدي قدراً من المرونة مع تدخلات الإدارة.. ولكن على الأهلاويين أن يتحركوا للبحث عن مدرب جديد، دون النظر إلى ما سيحققه جاروليم مع الفريق.. نعم.. لا بد أن نتعلم ثقافة التغيير والتطوير.. فكراً خلاقاً يتسم بالديمومة والحركة والبحث عن الأفضل.. ولتحقيق ذلك لا بد من تشكيل فريق استشاري متخصص يقيم العمل ويقترح ما يضمن استمرارية النجاح ومواصلة التقدم. تغريدة: حينما يتنازل المدرب عن قناعاته إرضاءً للإدارة يفقد جرأته التي كثيراً ما حسمت اللقاءات لصالحه.. أيها الأهلاويون.. غيروا المدرب.