أثارت هزيمة منتخبنا الأول لكرة القدم في أولى مبارياته في خليجي (21) لكرة القدم أمام العراق بهدفين للاشيء حفيظة الإعلام الرياضي السعودي من خلال الكيفية التي مارس بها الإعلام الرياضي دوره في تغطية مشاركة المنتخب السعودي ببحثه دائماً عن التداعيات المختلفة في إخفاقات المنتخب الأول على وجه التحديد، كما أثارت هذه الخسارة انتقادات حادة للممارسة التي استخدمتها لجنة المنتخبات السعودية من زاوية ضعف الرقابة والمتابعة على إخفاقات المدرب المستمرة منذ أن تولى قيادة الجهاز الفني له ومدى جدية عمله ومدى مصداقية ما تقوم به اللجنة مع الإعلام الرياضي وغيرها التي وضعت عمل لجنة المنتخبات نفسها أمام الإعلام الرياضي محل تقويم ومناقشة، ومن هذا المنطلق تحول النقد الإعلامي لأداء المنتخب السعودي الباهت أمام العراق إلى حدة في النقاش وضرب تحت الحزام وتصيد لمواقف وعثرات كبيرة للمنتخب وكل لحظة تحمل معها استثارة للتعصب وتحيزا للغل والكراهية وكلها أشياء عملت على احتقان في الشارع الرياضي، حالة احتقان تكبر يوما بعد يوم على لجنة المنتخبات والرئاسة العامة لرعاية الشباب التي للأسف حصر عملها فيما يقدمه لاعبو منتخبنا لكرة القدم داخل الملعب من عطاء، فإن تحقق إنجاز ارتفعت أسهم الرئاسة وإن أخفق جلدت وهذه تمثل خطورة بالغة والإعلام الرياضي السعودي بالتحديد أحد أهم وسائل تفجيرها، والواقع أن المتابع لأداء منتخبنا الأول سواء من حيث إدارة التدريب بصفة خاصة يدرك أن المنتخب بوجود المدرب ريكارد يسير بدون أهداف تنبئ بمستقبل للكرة السعودية، في حين أن المطلوب منه الخروج برؤية جديدة لتطوير مستقبل المنتخب الأول في ظل ما قدم له من تسهيلات وإغراءات تعد في غاية الأهمية لعمل أي مدرب للتغيير والتطوير بل إنه جعلنا نجني ثمار سلبيات سياسته في التدريب والتطوير والتغيير الذي انتهجه واليوم الرياضة صناعة تبدأ بالتنمية البشرية وصفة التطوير والتقويم لذا يتطلب الأمر اتباع أسلوب (المواجهة) في مواجهة عمل المدرب في ظل أنه لم يظهر لنا أي تغيير بل إن واقعنا يزداد سوءا معه حتى وصل ترتيب المنتخب عالميا 126. إن الاهتمام بالإدارة المعاصرة للمنتخب يعبر عن محاولة إيجاد توازن دائما بين أهدافنا وما نريد من المنتخب وأهداف المدرب والإدارة الحديثة والاهتمام بالكوادر البشرية التي تقود العمل وبالذات المتخصصة على اعتبار أن الإنسان لديه طاقات وقدرات ذهنية يتم الاستفادة منها واستثمارها في تطوير ومتابعة العمل، إن مدرب منتخبنا ريكارد خلال فترة عمله الطويلة لم يحدث تغييرات مقنعة لكل من تابع أداء المنتخب السعودي لأنه يعمل بدون تخطيط مبني على تحقيق أهداف مستقبلية، بل إن نقطة البداية له كانت غير موفقة حيث لم يعتمد على وضوح رؤيته أو اتفاقه مع لجنة المنتخبات أو مع اتحاد الكرة على مكونات عمله وما يجب عليه القيام به خلال مرحلة إشرافه على المنتخب أو النتائج المتوقعة التي سيحققها لكي يتم العمل على إعداد خطط وبرامج وآليات لتحقيقها وتوجيه الأداء بمعنى اختيار السبل وأنماط القيادة والإشراف التي تحقق مساندة القائمين على العمل وفهمهم لمطالب المدرب كما حددتها الخطط والتوجيه بتجنب الأخطاء والسلبيات وتدارك المشكلات، فترك المدرب وتراكمت الأخطاء والسلبيات وأثرت على الأداء لأخضرنا حتى شاخ وهو شاب، ولم يشخص أداؤه ويقيم من خلال الإنجازات التي جاءت سلبية في كل مرة ولم يظهر في أداء المدرب القيمة المضافة إلى الأهداف التي نسعى لتحقيقها من خلال تكليفه بقيادة المنتخب وفي النهاية جاءت مشاركات منتخبنا معه سلبية بل منحرفة عن المستقبل وعن أهدافنا التي كنا نرجوها بإعادة هيبة الكرة السعودية وسببها ضعف تقدير القائمين على المنتخب للإجراءات التي قام بها المدرب وسوء التقدير لتقييمه ورغم تبين سوء مستوى بعض اللاعبين وعدم أحقيتهم بالمنتخب إلا أنها تمثلت في أن حملنا المدرب الأخطاء التي أحدثت فجوة كبيرة في المستقبل فيما كنا نترقب أن يتم التركيز على جيل واعد من الشباب المتميزين الجاهزين ماذا يرجون من لاعب وصل إلى سن الـ(18) سنة لا يضمن له مكاناً في الفريق الأول أو المنتخب أين فريق خالد القروني الشاب الذي مثلنا في بطولة كأس العالم للشباب ماذا لو منح الفرصة وتم تطعيمه ببعض اللاعبين الكبار البارزين لقدم لنا كرة راقية لكن غابت الشجاعة التي تحمل الفكر المتخصص فضاعت الآمال في منتخب يعتمد عليه لتحقيق طموحنا لدينا قاعدة لاعبين يحتاجون الثقة والفرصة ولكن من يا ترى سيمنحها لهم؟. على كل حال أمام منتخبنا مشاركة هامة ومباراتان حاسمتان نتمنى أن يجتازهما بكفاءة ليضمن لنا مقعداً في النهائيات يعيد لنا البسمة المفقودة.