مازالت دورة الخليج غير مقنعة. ـ فهي لم تعد تأخذ من الماضي أي شيء ، ولا يمكن أن تمنح المستقبل أي شيء ، بقدر ما أصبحت تمثل مجرد دورة ذات بعد تاريخي فقط. ـ فجاذبيتها القديمة انتهت تماماً ، وقوتها تحولت إلى عك ، ولولا الضجيج الإعلامي المصاحب للياليها لكانت نسياً منسيا ، حتى التصريحات التي أطلقها بعض جهابذة الدورة حول بعض المياريات وفرص المنافسة كانت بلا قيمة مؤثرة ، ودون صدى، ليس لأن مضمونها مكرر وقديم ، إنما لكون الناس تجاوزت دورة الخليج وأحاديثها ورهاناتها اللفظية الشاحنة إلى عالم عائلة كرة القدم الكبيرة من اوروبا إلى البرازيل . ـ والجيل الخليجي الجديد المنشغل بالرياضة وبكرة القدم لا يمكن أن تلفت انتباهه المستويات المتواضعة ، والعك الأدائي غير الجيد لمعظم المنتخبات المشاركة ، وندرة النجوم . ـ وإيقاف الدورة أفضل بكثير من الاستمرار في جدولتها زمنياً بهذا التتابع ، أوبهذا التلاحق الزمني الذي أصبح يمثل عبئاً على روزمانة المنتخبات المشاركة ، قياساً بقيمة الاستحقاقات الأخرى التي تستحق التركيز ، فالمنتخب الوحيد المستفيد من هذه الدورة هو منتخب اليمن الشقيق فقط ، كونه يجرب أدواته ويطور من ادائه بطريقة متدرجة بحثاً عن التحسن ، أما البقية فلا ، بل أن بعض مباريات الدوري السعودي مقارنة ببعض المباريات الماضية أفضل من بعض مباريات الدورة من حيث المستوى والإثارة والندية وحجم النجوم ، وربما الأشقاء في الامارات أحسنوا صنعاً في الاستفادة من الدورة نحو منح الكثير من الأسماء الواعدة فرصة اللعب واكتساب الخبرة .