|


د. حافظ المدلج
غرفة الملابس
2013-01-16

يعلق الإخفاق في كرة القدم على المدرب في أغلب الأحوال وعلى الأجهزة الإدارية في بعض الحالات وعلى اللاعبين في النادر جداً، ولعلي لا أخالف رأي الغالبية حين أقول بأن تلك العوامل الثلاثة تجتمع في عنصر واحد هو وحدة الفريق وأجواء “غرفة الملابس”، حيث يؤثر ذلك بشكل كبير على عطاء الفريق داخل الملعب ويحدد مدى التعاون بين أفراد الفريق وسعيهم لهدف واحد. تحدثت أكثر من مرة عن “غرفة الملابس” التي تمثل حجر الزاوية في أداء الفريق، فقد صرّح “مورينهو” أن سبب تدهور نتائج “ريال مدريد” أن في “غرفة الملابس” ثلاثة فرق بدلاً من فريق واحد، حيث يقود كل من “رونالدو، كاسياس، راموس” أحزاباً داخل الفريق لا تتعاون مع بعضها البعض، وبالتالي تغير الفريق عن الموسم الماضي رغم أنه لم يتغير المدرب ولا الإدارة بل إن الفريق عزز قوته ببعض النجوم أهمهم “مودريتش”، وكان سبب الإخفاق الرئيس خلافات “غرفة الملابس”، على عكس ما يحدث في “مانشستريونايتد” الذي يستمد نجاحه من شخصية “فيرجسون” الذي حافظ على تلك الأجواء فاعتلى الزعامة، وضحى بنجوم بحجم “بيكام وستام” لمجرد أنهم حاولوا إفساد الترابط والألفة في “غرفة الملابس”. ولست هنا في معرض الحديث عن فريق بعينه في ناد أو منتخب، ولكنني أورد المثلين أعلاه للتأكيد على أهمية “غرفة الملابس” وضرورة بناء مستقبل الفريق على أساس تلك الأجواء التي يجب أن تكون المعيار في اختيار المدرب والإداري والنجوم، فمن يساعد على وحدة الفريق التي تعزز قوّته فهو خيار مرحب به لأنه يعني التفوق على المستطيل الأخضر، على أن يعرف الجميع أن الفريق فوق الأفراد ووحدة الفريق هي الأساس، فالنجاح مرتبط بأجواء “غرفة الملابس”. تغريدة tweet: أهمية “غرفة الملابس” للمنتخبات الوطنية تعزز أهمية الإعلام الرياضي لأنه معني بتهيئة الأجواء وتعزيز الألفة بين أفراد الفريق ليكونوا على قلب رجل واحد، وعليه يجب أن تختفي شعارات الأندية بمجرد بدء معسكر المنتخب بحيث ينظر الإعلام للنجوم على أنهم نجوم وطن يتعامل معهم بعيداً عن العواطف والميول، وحين يشعر نجوم المنتخب أنهم سواسية في عين الإعلام والجماهير يزيد التعاون بينهم فيعملون لتحقيق نجاح يحسب للفريق وليس للأفراد .. وعلى منصات التلاحم نلتقي.