|

رؤية 2030 آفاق عالمية للرياضة أرقام وإنجازات





د. محمد باجنيد
قم الليل.. ولو قليلاً
2013-01-25

يقول الله تعالى: (يا أيها المزمل، قم الليل إلا قليلا، نصفه أو انقص منه قليلا، أو زد عليه ورتل القرآن ترتيلا) إلى آخر السورة العظيمة التي نزلت على رسول الهدى عليه أفضل الصلوات وأزكى التسليمات. أعادتني هذه السورة ـ وأنا أراجع تفسيرها ـ إلى نفسي.. أسألها بعد انشغال طويل جرياً وراء مفاتن هذه (الحلوة الخضرة).. الزائلة.. رحت أسأل هذه الأمارة بالسوء: أين نصيبك من هذا السمو؟.. كيف فرطتِ فيه؟.. كيف تركتيه؟ قيام الليل ـ يا ظالمة ـ وما أدراك ما قيام الليل؟.. ساعات الهدوء والحبور والسكينة.. إنها جنة الله في الأرض يهنأ فيها المشمرون، ويحرم منها الكسالى والمتواكلون.. تأملوا معي أيها الأحبة في قول الله تعالى: (إن ناشئة الليل هي أشد وطئاً وأقوم قيلاً).. (ناشئة الليل) كما ورد في كتب التفسير هي وقت القيام في الليل بعد نوم.. أما قوله تعالى (أشد وطئاً وأقوم قيلاً) فتعني أن موافقة السمع للقلب في هذه الأوقات تكون قوية جداً وأحرى بوضوح وبيان القول.. إنه ـ إذاً ـ العلاج لقلة الخشوع في الصلاة الذي نعاني منه، وهو أكثر من ذلك ساعات الإجابة التي لا يرد الله فيها طالباً يرجو فضله ورحمته وغفرانه.. كيف لا وهو الذي يفرح بتوبة عبده.. كيف لا وهو الذي ينزل كل ليلة إلى السماء الدنيا فيقول: من يدعوني فأستجيب له؟.. من يسألني فأعطيه؟.. من يستغفرني فأغفر له؟ إنه العمل الذي كان لا يتركه الرسول عليه الصلاة والسلام في حله وسفره، وهو مدار اجتهاد الصحابة والصحابيات رضوان الله عليهم، يتأسون فيه بمعلمهم العبد الشكور خير البشرية أجمعين عليه وعلى آله أفضل الصلوات وأزكى التسليم، فيه سعادة القلب وانشراح الصدر.. تعلو به همم أصحابه وتزكو به أنفسهم فتراهم يستطيبون السهر على الرقاد.. وهل ينام في تلك الساعات المباركة من استقرت في قلبه حلاوة الإيمان؟ أحد المواقع على شبكة الإنترنت أورد (مائة سبب) تعين على قيام الليل.. وضمن هذه الأسباب إشارات للفضل الذي تحمله هذه السنة المؤكدة، فماذا تراني أقول وماذا أدع؟ إن الحديث عن فضل قيام الليل والأسباب المعينة عليه يصعب حصره في أرقام وإن بلغت المئة فأجواؤه ومشاعر أهله لا يدرك مداها وأثرها العظيم إلا من جرب.. فاسأل مجرب وقم الليل ولو قليلاً.