|


د . رشيد الحمد
بعد مرور سنتين
2013-01-30

يُحمّل المختصون والنقاد منهج ومعلمي التربية البدنية تراجع مستوى الرياضة السعودية في ظل الشح الحالي في المواهب الرياضية المدرسية، والواقع أن من يعمل خارج الميدان التربوي لا يدرك حجم المعوقات والنواقص والمشكلات التي تواجه معلمي التربية البدنية وتحد من إنتاجيتهم، فالبعض منهم بالفعل غير مؤهلين للقيام بدور إيجابي لتطوير إمكانيات الطلاب بل تنعدم لديهم الرغبة بتجاوز العقبات ولا جديد لديهم لتعزيز دافعية الطلاب فالحصص روتينية والأنشطة محدودة والتحفيز معدوم وفيما يخص منهج التربية البدنية فالمنهج من واقع اطلاعي أنه جيد ويتناسب مع المرحلة العمرية للطلاب ولكن لا يمكن تنفيذ محتوى المنهج بالشكل المأمول دون توفر ملاعب وأدوات وصالات رياضية تتيح للطلاب قدرا أكبر من الممارسة ولن تتطور ما دام أنها لازالت مقيدة في نظر القائمين عليها أنها مادة ثانوية للترفيه وليس للتعليم في ظل ازدياد وعي الطلاب والمجتمع بشكل عام بأهميتها للصحة والشيء الذي لابد من استدراكه بدلاً من التنظير الذي طال أن يتم سرعة إنزال الخطة الإستراتيجية للرياضة المدرسية التي أعدتها الوزارة بفريق إسباني احترافي إلى أرض الميدان التربوي وسرعة ترشيح الكفاءات والقيادات الرياضية التي تنفذه على أرض الواقع هناك تجارب ناجحة لدول آسيوية وأوروبية سبقتنا استفادت بشكل كبير من الرياضة المدرسية في الوصول بمنتخباتها إلى منصات التتويج في مختلف الألعاب الرياضية من خلال البرامج والأنشطة التي تنفذها فأصبح لها إسهام مباشر في إشهار موهبة الطالب ورعايته عبر خطط علمية مدروسة، فالمتابع للألعاب الفردية يرى قلة الاهتمام بالألعاب الأولمبية في المدارس ماعدا الخطوة الوحيدة التي أعلن عنها مشروع الملك عبد الله (رعاه الله) لتطوير التعليم للاهتمام بألعاب القوى في تعليم المنطقة الشرقية والباقي دون المستوى المطلوب خاصة كرة الطاولة والسباحة والجمباز والتنس الأرضي وغيرها بل ليس هناك خطط لتفعيل هذه الألعاب؟ لعدم وجود الملاعب والصالات والمسابح المخصصة لها ولذلك قلت حماسة الطلاب لممارستها فضلاً عن أن الوقت المخصص للدرس غير كافية، فثلاث حصص للمرحلة الإبتدائية وحصة واحدة للمرحلتين المتوسطة والثانوية خلال أسبوع للفصل يصل عدد طلابه لثلاثين طالبا أو يزيد لا يتيح للمعلم الفرصة ولا يتناسب مع الخطط والبرامج لتطوير الرياضة المدرسية الحالي بل ظهرت معاناة المعلمين من تهرب الطلاب من حصة التربية البدنية وبخاصة بالمرحلتين المتوسطة والثانوية كما أن الألعاب الفردية تحتاج لمتخصصين لاكتشاف الموهبة عبر قياسات خاصة وهو ما يفتقده الكثير من المعلمين ورغم الاستمرار في تنفيذ بعض البرامج والأنشطة بالشراكة مع القطاع الخاص في بعض الألعاب مثل دوري موبايلي لكرة القدم والمشروع المدرسي لكرة السلة مع بعض الاتحادات والشركات إلا أنه لا يوجد نتائج كمؤشر لنجاح التجربة بسبب محدودية النظرة لها عندما اعتبرت نشاطا يمارس خلال اليوم الدراسي بين المدارس بعيدا عن أعين المهتمين والمختصين حتى أصبحت المنتخبات المدرسية تنتظر من الأندية أن تزودها باللاعبين فيما كان الأولى أن تكون عبارة عن كرنفالات بمختلف مناطق ومحافظات المملكة يشارك فيها مع الطالب ولي الأمر والإعلام والجمهور وشريك مهم مقصر وهو الإعلام بعدم منح الأنشطة الرياضية المدرسية ما تستحقه من التغطية والبرامج الحوارية التي من المفترض أن تناقش مشاكل وهموم الرياضية المدرسية وحري أن يكون للإعلام بقنواته المقروءة والمشاهدة والمسموعة دور أكبر ويتم متابعة الأنشطة وعمل تقارير واستضافة أبرز المعلمين والطلاب والإشادة بجهودهم والقيام بدور توعوي بأهمية الرياضة المدرسية ودعم القائمين عليها معنويا بمنحهم المجال لعرض خبراتهم ونقلها لزملائهم والتركيز على المواهب وتشجيعهم ودفعهم للتطور عبر إبراز إنجازاتهم الفردية إعلاميا فيما أننا بعد مرور سنتين أقترح أن تقوم وزارة التربية والتعليم بالعمل على تجربة الخطة الإستراتيجية للرياضة المدرسية في الميدان التربوي وبقوة لأن عدم النزول للميدان سيضعف العمل ويقلل من همة اللجان المشكلة لهذا الغرض والتي تعلق آمالا كبيرة على هذه الخطوة الطموحة وإن كنت متفائلاً بتحقيق نجاح بعد التغيرات التي تمت في الإدارة العامة للنشاط الطلابي.. والله الموفق.