ماذا يعني أن لايكون هناك فرق ظاهر في المعالجات بين مرحلتين أو أكثر؟ هذا التشابه هل مرده إلى أن كلا الفريقين على صواب أو خطأ حين اتخذ أحدهما هذه السياسة، أم لأن المعالجة يجب أن تكون على هذا النحو نتيجة أن الآليات والأدوات واحدة؟ حين يتم انتقاد مرحلة عمل في ناد أو اتحاد أو وسيلة إعلامية، فإن الاعتقاد لدى طرف من المنتقدين أن هناك حالاً أفضل يجب الوصول له، وأن هناك أسماء لفريق عمل آخرين لديهم الحلول. في حالة كاتحاد كرة القدم - مثلاً - ما الذي يمكن أن يتغير، ولماذا يراد له أن يتغير، وكيف يمكن أن يكون عليه بعد التغيير، وما القيمة المضافة لهذا التغيير؟ كل هذه الاستفهامات لن تجد إجابة واضحة لأن الساعين للتغيير في الأصل لم يحددوا أخطاء لابد من تجاوزها، ولا أهداف يمكن تحقيقها من خلال آليات وخطط، وكل ما في الأمر أن طرفاً يريد نتائج دون أن يقتنع أنها لابد أن تكون محصلة – كيمياء – أطرافها كثيرة. رئيس الاتحاد بإمكانه تحمل المسؤولية كاملة لكن بشرط أن تقوم كل أطراف اللعبة بعملها على نفس القدر من الإتقان الذي تتم به مطالبة الاتحاد، كذلك فإن لا أحد يمكن استثناؤه من المسؤولية بدءً بالمتفرج من على المدرج وخلف الشاشات مروراً بالجهات الإدارية والفنية والإعلامية والخدمية المساندة، وإلا ما معنى أن نرفض الانفراد بالقرار والمطالبة بالمشاركة وكيف تنتظر معالجات مختلفة. أكثر ما يسيء لفكرة التغيير التي في أصلها فكرة سليمة سعياً للأصلح هو أن لا يكون هناك تصور مسبق لما سيكون عليه التغيير أو يجب أن يكون عليه أو ما الذي يمكن أن يطاله هذا التغيير، ومن هنا فإن الفريق الجديد الذي عليه في كثير من الأمور أن لا يعيد اختراع العجلة يبادر منتشيا ببعض هتافات التحريض لتغيير وقطع ووصل وحذف وإضافة في مساحات لا يستوجب فيها فعل ذلك فقط من أجل التغيير أو كتعبير عن التجاوب، كذلك ربما يعمد للإطاحة بأسماء وتنصيب أخرى لمجرد التغيير الشكلي في واجهة العمل أو استرضاء لاتجاهات أو تيارات، كل ذلك في الوقت الذي لم يكن في كل ما يفعله خطوة واحدة لتصحيح أو تصويب هذا العمل. ما لايمكن تجاهله أن لكل عمل خطوط رئيسة وسمة وأصول مهنية لابد من الإبقاء عليها ويمكن الاختلاف في طريقة التعاطي معها واختلاف طبيعة الأشخاص الموكلة لهم الإدارة من حيث قدراتهم الشخصية على رسم مشهد ما يتم للرأي العام وقبله سلامة إدارتهم للعمل والعاملين داخل إدارتهم، إذ بذلك يمكن أن تحدث بعض الفروقات والاختلافات سواء سلباً أو إيجابا عن من سبقوهم، ومن ذلك يمكن الحكم على أدائهم بعد أيضا منحهم كامل الفرصة ومساندتهم ليس بالشعارات طبعاً ولكن بتطويع آليات وأدوات المساندة لتكون في صالح التنفيذ وتصويبه. لابد أن هناك الكثير من المتلقين والمتابعين للمشهد الرياضي يفرقون بين الذين ينتظرون نتائج محددة ومفصلة لصالح أهوائهم وبين من يرون أن النهايات الجيدة لابد أنها حصيلة ونتيجة لمقدمات أيضا جيدة. ومن ذلك فإن الاستهانة بصف عبارات الثناء أو التثبيط الذي يتكئ على مصلحة أو تصفية حسابات كلاهما سيخلق مقدمات ضعيفة سواء في الأسماء التي يتم اختيارها لإدارة الأمور من هذا المنطلق أو عند الحكم على بعض القرارات، وبالتالي فإن انتظار نتائج إيجابية هو نوع من الاستخفاف بالعقول ومزيد من إضاعة الوقت على بدء الإصلاح الحقيقي المبني على الفعل لا الشكلي المهتم بالأسماء.