|

رؤية 2030 آفاق عالمية للرياضة أرقام وإنجازات





د. محمد باجنيد
الانسجام يعيد الأخضر
2013-02-08

لم تتحق بعد هذه العبارة (العنوان) بالشكل الذي نتمناه، لكن بوادرها كانت حاضرة في لقاء الأربعاء.. الأخضر السعودي الذي أتعبنا وأتعبناه أعاد إلينا الفرح بانتصار ثمين تحتاجه الكرة السعودية بعد سلسلة من الانكسارات. عاد الأخضر بالإرادة القوية بعد أن وجد دعماً إعلامياً كبيراً أعاد الثقة للاعبين ليظهروا مقاتلين يبحثون عن هوية بطل آسيوي كبير. ولأن الكرة أبداً تظل في الملعب كان للانسجام الذي أظهره اللاعبون دور في الذود عن مرماهم والوصول إلى مرمى الخصم وتحقيق الفوز بأول ثلاث نقاط في التصفيات الآسيوية.. وكلما زاد هذا الانسجام وارتفعت درجة التفاهم بين اللاعبين كلما نجح المدرب في تطبيق خططه الفنية بفاعلية. وبالنظر إلى التشكيلة الحالية للمنتخب نجد أنها تساعد إلى تحقيق درجة عالية من الانسجام بتواجد مجموعة متناسقة من اللاعبين يلعبون مع بعضهم في فريق واحد، فمن الأهلي يقف ثلاثي الدفاع الأهلاوي كامل الموسى وأسامة هوساوي ومنصور الحربي وأمامهم لاعبي الوسط المتفاهمان تيسير الجاسم ومصطفى بصاص، ومن الاتحاد يأتي محور الارتكاز سعود كريري والمهاجمان فهد المولد ونايف هزازي، ومن الهلال اثنان بوجود سلطان البيشي في الظهير الأيمن وسلمان الفرج في وسط الملعب. إن وجود مثل هذه المجموعات المتناغمة والتي تلعب ضمن فريق واحد في أي منتخب لا شك سيعمل على رفع مستوى الأداء ويساعد على تحقيق نتائج أفضل، وأظن أنه من الأفضل أن تبنى استراتيجية اختيار لاعبي المنتخب وفق هذا التوجه الذي سيساهم في التقليل من سلبيات المعسكرات أو التجمعات القصيرة. نعم الانسجام هو من سيعيد المنتخب لمكانه الطبيعي بين كبار آسيا.. وها هي أول ثماره على مستوى الفريق الأول نراها في المولد وبصاص اللذين لعبا مع بعضهما في منتخب الشباب والأولمبي.. فعبر جملة فنية غاية في الروعة يأتي التحرك السريع من قبل فهد في المكان الصحيح والتمرير الدقيق في التوقيت المناسب من قبل مصطفى ليثمر عن هدف جميل ثمين.. ثم يأتي هدف الحسم في المباراة عبر تمريرة من فهد لـ (نايف) الذي يلعب معه في الفريق الاتحادي لينهي اللقاء الصعب بتفوق الأخضر، وينشر الفرح في أرجاء الوطن.. إنه الانسجام الذي غاب طويلاً نحتاجه في كل مجال.. ولا بد أن نعمل على تحقيقه وفق استراتيجية إدارية واعية تضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار.. نعم الانسجام هو المحور الأساسي الذي يحتاجه العمل الجماعي، وهو ما كان موجوداً في تلك المنتخبات الوطنية التي حققت لنا السيادة الآسيوية وأوصلتنا لنهائيات كأس العالم أربع مرات.. صدقوني لم تنضب هذه الأرض المباركة من المواهب.. إنها بلد ولادة لها.. المشكلة إدارية ولذلك ما زلت أعيد وأزيد طبقوا مبادئ الإدارة.. خططوا ونظموا بموضوعية وضعوا الشخص المناسب في المكان المناسب.. حاسبوا المقصر، وكافئوا المجد ليكون الحافز حاضراً يحرك الدافعية، لتخرج الطاقات وتظهر الإبداعات ألواناً تسر كل محب للوطن الفريد.