|


سعد المهدي
الحشرية حين أبعدوا أنوفهم
2013-02-08

أكثر ما كنت أرى أنه ضرورة يحتاجها المنتخب السعودي هو عدم الاقتراب الإعلامي والجماهيري الشديد منه حد الاختناق ذلك أيضا يمكن أن ينطبق على الفرق أو العناصر التي تحاصر بالمطالبات ويتسبب ذلك في جعلها مكشوفة يتم تتبع كل خطواتها بقدر من الاهتمام الزائد الذي في النهاية يشكل عبئا يعرقل التقدم خطوة للأمام. أمام الصين جرب المنتخب الشحن الإيجابي والاقتراب المثالي أي أنه شعر داخل الملعب بأهمية المباراة وضرورة الفوز لكنه تخلص من خوف المساءلة وحتمية الفوز ذلك الترهيب الذي كان يمارس عليه إلى مباريات خليجي 21 وفجأة قرر البعض أن يطلق سراحه أو أنهم تعبوا فتركوه فارتاحوا وارتاح منهم. اللاعبون (الشباب) الذين قلنا أنهم يشكلون 60% من تشكيلة المنتخب وهي نسبة معتدلة يمكن لها أن تخلق التوازن في الأداء مع عناصر الخبرة أو المتوسطة الخبرة التي لا تزيد عن 40% هم نفسهم الذين لعبوا خليجي (21) منصور الحربي وسلطان البيشي وفهد المولد وسلمان الفرج وسالم الدوسري ويحيى الشهري أضف لهم بصاص الذي كان حينها يعاني من الإصابة وظلت القائمة تنتظر شفاء العابد وغالب وعبدالعزيز الدوسري. إذاً فإن التحول الجيد النسبي في مستوى المنتخب تحقق بالفوز على الصين وليس بأي شيء آخر فالأسماء ذاتها والأداء لم يكن مختلفاً وقد تكون نتائج خليجي 21 هي وقود مباراة الصين ونتطلع أن يكون ثمنها المستحق التأهل عن المجموعة إلى التصفيات النهائية. كان الفوز على الصين مهماً فتاريخيا تعادل المنتخبان في مرات الفوز بواقع 6 انتصارات لكل فريق من مجموع المباريات الـ15 التي جمعتهما في كل المناسبات الرسمية والودية كذلك فقد حصل المنتخب السعودي على أول ثلاث نقاط وأمامه أكثر من ستة أسابيع للعب المباراة الثانية في التصفيات أمام منتخب إندونيسيا وسيظل المنتخب بعناصره من لاعبين وجهازين فني وإداري بخير طالما ظلوا بعيدين عن (الحشرية) الذين كانوا يدسون أنوفهم في كل صغيرة وكبيرة متجاوزين حدودهم ودورهم إن كانوا جماهير أو إعلاميين أو حتى مسؤولين. إن (ترموتر) القياس لمعرفة ما سيكون عليه المنتخب وما الذي يمكن أن يقدمه هو علو صوت المتحاورين والمحللين وخروج الصحف وكتابها عن النص من ذلك كنت ولا زلت من المطالبين بحماية المنتخب (منا) إعلاميين ونجوما قدامى بالذات الذين يريدون أن يظلوا على الدوام في الواجهة لا يريدون التنازل عن جماهيريتهم وإن كانت على حساب مصلحة المنتخب أو لضبط الشارع الرياضي وتنقيته كذلك فقد طالبت قبل غيري بدعم المنتخب ولو بالصمت لكن البعض حينها كان في نفسه شيء من (.....) فجعلوا من ندواتهم التلفزيونية وأعمدتهم الصحفية منصات إطلاق على أي شيء يتحرك من باب نحن هنا. ربما أنها حالة انفلات تم اعتقالها ليس بدواعي العقل ولكن الملل الذي أصاب أبطالها ونجومها زاد على ذلك بعض الإجراءات الرسمية التي بدت رادعة فأراد البعض أن تكون منهم وليس خوفا من أحد عموماً لا بأس فنحن أيضاً لا زلنا نرى أن الأهم أن يتحقق الهدوء والسكينة للساحة الإعلامية لأن ذلك سيساهم في تمكين الساحة الرياضية من ضبط خطواتها واتقاء عثراتها لتتم المراجعة بأثر رجعي لما جرى حتى يمكن تجاوزه بشكل نهائي أي عدم العودة إليه.