تعتبر نيجيريا مصدراً رئيسياً للاعبين إلى أوروبا وغيرها من دول العالم، وقد حاز المنتخب النيجيري على اهتمام عشاق كرة القدم منذ أول ظهور له في المونديال سنة 94م وتعد ذهبية أطلنطا الأولمبية أبرز إنجازاته والتي واجه خلال أدوارها النهائية البرازيل والأرجنتين وذلك سنة 1996م ويحتل حاليا الترتيب الـ22 في تصنيف (فيفا). دائما نجد أننا نميل كثيراً إلى محاكاة (نتائج) الآخرين لكننا نتجاهل تجاربها أو أننا نستهين بهذه التجارب حين نستعرضها، بينما لو فتشنا جيدا داخل تفاصيلها وعشنا حالتها سنكتشف أموراً أخرى غير كرة القدم وقد لعبت دورا هاما فيما تحقق للعبة من تقدم أو تراجع. البعض يريد أن يكون اهتمامنا بتطوير كرة القدم ليس لأنها جزء من اهتمام كلي بالرياضة بل لأنها الرياضة فهو لا يتوقف عن أهمية الرياضة ويقصد لعبة كرة القدم وتطوير الرياضة وتوسيع قاعدة ممارسيها ويقصد أيضا كرة القدم، وهذه واحدة من مشاكلنا حين لا يستطيع حتى المهتمون بالرياضة أو دعاتها وفقهاؤها ومنظروها جمع كل الرياضات في سلة واحدة عند الترويج لها أو البحث عن حلول تطويرية تنعكس في نهاية المطاف على نشر هذه الألعاب وتنمية قدرات ممارسيها والاستثمار في المميزين فيها بدلا من اعتبار لعبة واحدة هي كل الرياضة حتى وإن كانت أكثرها شعبية. عندما أعلن حكم النهائي الأفريقي عن فوز نيجيريا بكأسها بهدف (صانداي مبا) الذي سجله في الدقيقة الـ40 في شباك منتخب بوركينا فاسو طرقت أسماعنا نفس العبارات التي كنا نسمعها دائماً عند نجاح تجربة بلد ما ولذلك سمعنا أن نيجيريا هي حضن المواهب الكروية ومنتج كبير للاعبين إلى العالم، وأن أوروبا تتنفس أنديتها من خلال الرئة النيجيرية كناية عن السوق الرائجة للاعبين ومكائن التفريخ التي تم تركيبها في العديد من دول أوروبا لتنتج سنوياً عشرات اللاعبين القادرين على اللعب في أندية أوروبا، وكل ذلك لا اعتراض ولكن لا علاقة لنا به من قريب أو بعيد لولا أن البعض يرى غير ذلك أو أنه يريد إقحام الكرة السعودية في أي موضوع وهو يقول إنه بقصد التحفيز للمحاكاة، بينما يدل ذلك على فقده لبوصلة تحديد أين يسير وفي اتجاه ماذا ومع من ومتى. أن تهتم بتجارب الآخرين يختلف عن أن تلبسها كقفازين لتسدد بهما الضربات للآخرين، وأن يكون الدور الذي تلعبه سواء كان رقابيا أو مشرعا أو تنفيذيا فلا يمكن أن تتخلى عن عقلك لإرضاء عاطفتك أو أن تتجه للمطالبة بتحقيق أهداف لم تحدد مسبقاً على ضوء معطيات نملكها وواقع مناسب وغير متفاد لما ننوي الوصول له وتحقيقه. للرياضة السعودية واقعها وتجاربها وأهدافها، وهي بالضرورة لابد أن تتوافق مع واقعها البيئي والاجتماعي والثقافي ولا يمكن القفز على الواقع لأننا فقط نريد أن نعيد تجربة غيرنا أو لنلعب دوره حتى لو كانت تلك التجربة قد حققت نجاحاً فذلك ليس وحده ما يمكن أن يجيز أو يسمح بالتكرار، ولو التفتنا حولنا ودققنا النظر وأعملنا العقل لوجدنا أننا في حاجة حقيقية لإعادة تقييم أولوياتنا في الشأن الرياضي الذي سيمنحنا أيضا فرصة تحديد أهداف تبنى عليها إستراتيجيات العمل الرياضي الذي نرتضيه أو بشكل أوضح يرتضيه واقعنا بدلاً من حالة التوهان التي نعيشها الآن.