|


سعد المهدي
من وراء الرأي المنقاد؟
2013-02-16

في تقسيمات الرأي العام (رأي عام منقاد) وتعريفه رأي السواد الأعظم من الشعب، وأكثر ما يؤثر على هؤلاء بحكم مستواهم الثقافي الضئيل وسائل الإعلام، حيث يتقبلون كل ما ينشر أو يذاع دون تفكير كما يتقبلون الشائعات، كذلك فهم صيد سمين لحملات الدعاية. أنواع الرأي العام كثيرة ما بين رأي عام كلي دائم ومؤقت ويومي وقائد ومنقاد ومستنير وأقلية وأغلبية وائتلافي وساحق وجامع ونوعي ومحلي ووطني وعالمي والكامن والمتوقع حدوثه والسلبي والثابت والمتغير طبقاً للمعايير التي استخدمها الباحثون ونشرت في دراسات وكتب وهي كثيرة ومتنوعة اطلعت على أحدها وهو للدكتور محمد منير حجاب من خلال كتاب (أساسيات الرأي العام) عن دار الفجر للنشر والتوزيع وصدرت طبعته الثانية سنة 2000م، أشار في بحثه الثاني إلى أن الرأي العام كظاهرة عرف منذ برزت قدرة الإنسان على استخدام كلمة تعكس رأيه وليس صحيحاً أنه لم يتداول إلا في العصر الحديث منذ الثورة الفرنسية مثلاً. الملاحظ أن المنقادين الكثر الذين يشكلون في النهاية رأياً عاماً تحولوا إلى غالبية كاسحة ليس للعوامل الثقافية المتدنية بل للجوانب الأخلاقية التي وصلت حداً يثير المخاوف ما إذا كان ما يحدث عرض لمرض اجتماعي، أم أن ثمة جهات تعمل على تعظيم حجم هؤلاء المنقادين الذي يتنامى في أوساط لاتشكو ضعفاً في التعليم ولافي مستوى الوعي. ولو رجعنا إلى مافي تعريف (رأي عام منقاد) بأنهم غير قادرين على مواصلة الاطلاع والبحث أو متابعة الأحداث أو النظر في بواطن الأمور أو قراءة ما بين السطور، وأنه ليس لديهم قدرة على التحكم العقلي والمنطقي، فلربما يصدق بعض من هذا على قلة من هؤلاء دون أن تكون كل الصفات كذلك دون أن يكون كل هؤلاء، بمعنى أن هذا الخليط من المنقادين لأفكار تنطوي على إساءة النية في المجتمع أو الشك في كل توجه تنموي أو التقليل من ما يبذل من جهود في الإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي كذلك تعمد هؤلاء المساواة بين من يعملون للمصلحة العامة وبين آخرين ظهر سوؤهم وكيدهم والمسارعة لتصديق السييء من الأخبار والرغبة في إلباسها وإلباس مروجيها صفة الصدق والجرأة في الحق وزعزعة الثقة في المخلصين من علماء أو رجال دولة أو مواطنين شرفاء، واستهدافهم بالتشويه من خلال ترويج الأكاذيب واختلاق التهم التي تحط من شأنهم وتمنعهم من مواصلة عملهم الإصلاحي ونضالهم الشريف في البناء والتنمية، كل مثل ذلك من هؤلاء الانقياديين أو من داخلهم من القياديين يهدف إلى ضرب الاستقرار النفسي ونزع الطمأنينة من نفوس الناس لمصالح خاصة أو عبثية، إنما نحتاج فيه جميعاً إلى وقفة فرز لانستثني فرداً أو جهة منها. لعل هذا المجتمع الضاج الصاخب مجتمع الرياضة وما أصاب منتجه ومنجزه من إعياء أن يكون نموذجاً لشرائح مجتمعية أخرى يمكن أن تصل إلى ذات النتيجة إن لم تسارع جهات الاختصاص لفرض الحماية اللازمة، وفي ذات الوقت أن ننجح جميعنا في الخروج بالمجتمع الرياضي من الدوامة التي يعيشها بعد أن بدأ الخلل وأسبابه أكثر ظهوراً وانكشافاً عند أول معالجة قامت بها جهة الاختصاص لعلها تستثمرها في ضبط الأمور، فهي ليس كما يحاول البعض أن يوحي بأنها مصادرة حرية بل حفظ كرامة كما يفترض أن يريد ذلك الجميع.