لم يتغير شئ في القناة الرياضية حتى الآن ، ولا أظن أن الدكتور محمد باريان ضد مبدأ التغيير ، أو التطوير كمنهج ، نحو التخلص مما هو سائد ومكرر و سمج برامجياً ، والتغيير إجمالاً لا يحتاج إلى مسافة زمنية تمتد لمئة يوم ، أو نصفها ، أو استكشاف ، فالكوادر المتميزة متواجدة داخل القناة ، إنما التغيير الذي ينتظره المشاهد الرياضي يحتاج إلى بداية حقيقية جادة وسريعة ، وإلى قرار شجاع تتحول معه القناة إلى قناة رياضية فعلاً تقدم اللاعب والمدرب ورئيس النادي والإداري والمسئول في اتحاد الكرة ورؤساء اللجان و بشكل مكثف وعلى الدوام وليس إلى قناة خاصة بالإعلاميين خصوصاً بهذه الطريقة المفرطة . فكثير من برامج القناة أصبحت على غرار البرامج السياسية ، الصحافييون وتعليقاتهم هي الحاضرة باستمرار ، والساسة إطلالتهم من الصعوبة بمكان أو نادرة لأسباب متعددة ، وكلامهم محسوب بدقة ،فاللاعبون والمدربون وكثير من رؤساء الأندية والإداريين مازالت مساحة إطلالتهم ضئيلة جداً أو مغيبة ، وإن حدثت فهي لا تتجاوز بضع دقائق من خلال تصريحات أم رتيبة أو متعجلة مع نهاية كل مباراة ، ولا توجد مساحة أكثر من ذلك أو حتى تناصفية ، ومن يريد أن يتابع القناة ( ترى ماعندنا غير هالصحفيين ) . حتى فلسفة الدهانات الأربعة السمجة وغير المقنعة مازالت هي الأخرى حاضرة في كل البرامج ارضاءً للمتعصبين ودون اكتراث للذائقة المهنية أو حتى ذائقة المشاهد أيضا الذي يريد أن يعرف كثيرا من التفاصيل عن لاعبه وعن مدربه وعن نجمه الرياضي ، وعن الصفقة الانتقالية ، وتفاصيل التفاصيل في بعض الملفات الإدارية داخل الاتحادات أو اللجان أو الأندية الرياضية . بل إن القنوات الرياضية في دول الجوار لا تتجاوز البرامج التي تكتظ بالصحفيين في أجندتها الدورية البرنامج الواحد على الأرجح ولضرورة وقتية فقط أو أثناء حدث ما يتطلب نوعاً من التعليقات و التفسيرية الإعلامية فقط . وشخصياً أنصح الدكتور محمد باريان إن كان ممن يؤمن بمبدأ التناصح ، وإن كان يريد فعلاً أن يطور القناة ويحررها من هذا التكرار والرتابة أن يغلق بعض البرامج ويفتح نوافذ القناة للاعبين والمدربين والإداريين ورؤساء الأندية ورؤساء اللجان بشكل متواصل وأن يكتفي ببرنامج واحد ووحيد يتزاحم عليه الصحفيون بدلاً من هذا الحضور الذي يٰوميء من خلاله بعض الزملاء بشفاههم لكن دون أثر للكلام المفيد، وليس هذا فحسب بل و حتى المحللين الكثير منهم بحاجة إلى إعادة فلترة دون مجاملة أو خوف من الضغوط التي قد تتعرض لها القناة فيما لو تم الاستغناء عنهم ، فبعضهم لا يملك سوى التكرار والعك ، فيما قنوات دول الجوار تستقطب نواف التمياط وعبدالجواد والشنيف من باب جعل مشاهديها على علاقة ثقة دائمة في منتجها البرامجي .