قبل قرابة عشر سنوات تقدمت لرئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم آنذاك طيب الذكر والقلب "الأمير سلطان بن فهد" بمقترح مفاده تطبيق "الدوام الصباحي" في أندية الدرجة الممتازة كجزء من نظام الاحتراف، وحينها تم تشكيل فريق مكون من الأعضاء خليل الزياني وجاسم الياقوت وشخصي المتواضع بالإضافة إلى مدير المنتخب "فهد المصيبيح"، وتم إعداد ملف خاص بالفكرة وقمنا بزيارة عدد من الأندية لعرض الفكرة وتسجيل الملاحظات لتقديم تقرير متكامل لرئيس الاتحاد. تباينت الآراء بين الأندية بين مؤيد ومعارض، فالمؤيدون أثنوا على الجوانب الإيجابية للفكرة وبادروا بالتطبيق، بينما المعارضون تمحور اعتراضهم على الجوانب المالية لتطبيق النظام والبرامج الصباحية التي يمكن تطبيقها في النادي والكوادر الإدارية التي يستلزمها التطبيق، وحتى الأندية المؤيدة تراجع بعضها بعد أن استصعب التطبيق وكانت المشكلة أن بعض النجوم يأتون صباحاً مواصلين سهرة البارحة، فلم يكتب للفكرة التطبيق إلا على نطاق ضيق جداً فمات مشروع "الدوام الصباحي". اليوم أكرر المطالبة بتطبيق النظام بعد تزايد المبالغ المالية التي يحصل عليها النجوم، مع زيادة في الموارد المالية للأندية تمكنها من تنفيذ البرامج التي تجلب النجم للنادي، مثل تمارين الإطالة والاسترخاء، البرامج التثقيفية بالجوانب الصحية والمالية والإعلامية وغيرها من الأمور التي يحتاجها النجم المحترف لزيادة وعيه بالتعامل مع حياته الرياضية، كما أن مشاهدة المباريات السابقة والتعلم من الأخطاء ومراجعة الإحصاءات وغيرها تعتبر من أهم برامج "الدوام الصباحي". إنني على يقين أن السهر ونقص الوعي هما السببان الرئيسيان في تدهور حال الكرة السعودية، وحين يكون النجم منضبطاً وواعياً سينعكس ذلك على أدائه في المنتخب والنادي، فمن المحزن أن نرى نجوماً يافعة يستبشر المجتمع الرياضي بمستقبلها، إلا أن وهج النجوم يخبت من البداية وكأن الموهبة قد تلاشت بسبب عدم تأقلم النجم الصغير من القفزة الكبيرة في حياته من حيث الدخل والأضواء، ولن نتمكن من المحافظة على نجومنا إلا بتطبيق "الدوام الصباحي". تغريدة tweet: يصل الراتب الشهري لبعض نجوم أنديتنا نصف مليون ريال، لكننا لم نجهزهم للتعامل مع تلك القفزة الهائلة، فتحولت النعمة إلى نقمة وأصبح النجم بعيداً عن الانضباط فتأثر بشكل سلبي وتبين للجماهير أنه لا يستحق تلك المبالغ .. وعلى منصات الدوام الصباحي نلتقي،،