|


د . رشيد الحمد
هل تحدد القدرات النفسية فوز الهلال والنصر؟
2013-02-27

كرة القدم من أكثر الألعاب حساسية وتأثرا بظاهرة الفروق الفردية خاصة في مجال المنافسة للحصول على مركز أو للفوز ببطولة ويتفوق فريق وآخر بتوفر ثلاثة جوانب رئيسة للفريق وهي الانتقاء من خلال اختيار أفضل العناصر المميزة من اللاعبين الموهوبين الذين يملكون إتقان المهارة الحركية لأنه لا يمكن بدون انتقاء جيد تحقيق النتائج والأهداف المرجوة فضلاً عن أن أي مدرب على رأس الجهاز الفني للفريق الأول لن يجد الوقت الكافي لتدريب اللاعب على إتقان المهارات الحركية الأساسية التي يفتقدها حيث إن تلك المهارات يفترض أن يملكها اللاعب قبل دخوله أو وصوله لهذه المرحلة في تمثيل الفريق. والجانب الثاني هو التدريب واستعداد اللاعب لتحمل اللياقة البدنية والتحكم والقدرة ووضع اللاعب في مواقف تدريبية مشابهة للمنافسات لأن من يملك اللياقة البدنية والمهارة ستقل أخطاؤه داخل الملعب. والجانب الثالث المنافسات من خلال الأداء الجيد، فإذا كان الانتقاء جيدا والتدريب جيدا أعطى اللاعب في المنافسات بالشكل المطلوب منه، واليوم وفي كرة القدم تتجه أنظار جميع الرياضيين في المملكة للإمارات والكويت حيث يخوض ممثلانا صاحبا الشعبية الجماهيرية الجارفة في المملكة والخليج الهلال والنصر لقاءين هامين مع أشقائنا في الخليج، حيث يلعب الهلال مع العين الإماراتي في إطار بطولة الأندية الآسيوية، والنصر مع العربي الكويتي في إطار بطولة الأندية العربية بطموحات مختلفة، ولأن المتابع لأداء الفرق الأربعة يرى بأنها من الناحية الفنية متقاربة إلى حد ما، فالفريق النصراوي والعربي كلاهما خسرا نهائي بطولة رسمية إلا أن النصر لم يخسر من الناحية النفسية لأنه وجد دعماً جماهيريا وإداريا جعل منه فريقاً بطلا، كما أنه يخوض هذه المباراة بنفسيات عالية لفوزه على العربي في مباراة الإياب بالرياض بنتيجة 3ـ2 وتعدد فرص تأهله للدور قبل النهائي وارتفاع مستوى الأداء والانسجام الفني الواضح بين أعضاء الفريق، والعين والهلال وهما زعيما السعودية والإمارات يملكان لاعبين على مستوى عال من الكفاءة والتميز ويحظيان بمتابعة جماهيرية كبيرة إلا أن الهلال الذي جمع المجد من جميع أبوابه يدخل هذه المباراة وهو عريس بفوزه الجمعة الماضي بلقب كأس ولي العهد الأمين على منافسه التقليدي النصر بعد مباراة ماراثونية قوية، وكذلك تحسن أداء الفريق مع مدربه الجديد عن ذي قبل فهو يدخل المسابقة بدون ضجيج إعلامي أو وعود من أعضاء مجلس الإدارة فيضع الفريق الهلالي نصب عينيه للظفر بالآسيوية اللقب الذي غاب عنه طويلا رغم أن الترشيحات تميل له في كل بطولة. ومن وجهة نظر شخصية أرى أنه في ظل التقارب في المستوى الفني والمهاري والبدني والخططي بدرجة كبيرة بين الأندية فإن عوامل التفوق والفوز والظفر بمباراتي اليوم يتوقف على مدى استفادة اللاعبين من قدراتهم النفسية على نحو لا يقل من قدراتهم البدنية، فالقدرات النفسية تساعد اللاعبين على تعبئة قدراتهم وطاقاتهم البدنية لتحقيق أقصى وأفضل الأداء خلال المباراة وسيحدد العامل النفسي نتيجة اللاعبين أثناء المباراة حيث إنه يلعب دورا رئيساً في تحقيق الفوز، فاللاعب الذي يفتقر إلى المهارات النفسية الإيجابية والسمات المزاجية لن يستطيع مهما بلغت قدراته ومسؤولياته الانتباه والتركيز خلال المباراة، فيجب أن تسير جنباً إلى جنب مع تنمية عناصر اللياقة البدنية ومباراة اليوم تتطلب من الهلال والنصر ضرورة استخدام اللاعبين قدراتهم البدنية والمهارية والخططية والنفسية والمزاجية بصورة متكاملة وذلك لمحاولة تحقيق أفضل مستوى للفوز بالمباراة (إن شاء الله) لنجد أنفسنا الليلة نهنئ بعضنا بفوز الهلال والنصر من أجل عيون الوطن.. والله الموفق،،