|




سعد المطرفي
الفتح مؤشر على الخلل الكبير
2013-03-03

أن يصبح الفتح بطلاً للدوري فهذا حق مكتسب ، وطموح مشروع ، ونتاج جهد أدائي وفني وإداراي كبير جداً ، ولكنه في المقابل مؤشراً واضح وجديد على أن الكرة السعودية مازالت خارج أُطر التعافي ، و ربما ستفقد الكثير من ملامحها الأساسية القديمة خلال السنوات العشر القادمة ، فتتقدم أندية صغيرة ومتوسطة للمقدمة وتتراجع أندية كبيرة كانت تمثل عمق الرياضة الأساسي إلى المؤخرة ، أو إلى حالة نادي الوحدة الحالية ، طالما مساحة الخلل الإداري داخل الأندية مارالت بعيدة عن التصحيح ، وذريعة المال وقلة الدعم التي كان يتحجج بها بعض مسئولو الأندية لم تعد قابلة للتصديق قياساً بحجم السيولة العالية التي تتحصل عليها معظم الفرق ، وأن فكر الهواة الإداري يجب أن يزول من الأندية الكبيرة على الأقل تدريجيا ، وأن الزام الأندية المحترفة بتعيين مدير إداري متفرغ لكرة القدم وفق شروط مقننة أصبح من الضرورات التي يجب تنفيذها اعتبارا من الموسم المقبل . فالفتح هذا الموسم قدم تجربة جلية جداً لكل الأندية الصغيرة والمتوسطة التي تفكر في تأكيد جدارتها التنافسية ، وتسعى إلى تحقيق البطولات بامكانات منطقية ودون موازنات مبالغ فيها ، وأعطى أيضا انطباعاً أن تحربته هذا الموسم ( سواءً حقق البطولة أم لم يحققها) يمكن أن تتكرر من خلال فرق أخرى غير كسولة المواسم المقبلة ، و أن التحجج بمحدودية الدعم و قلة الدعم الشرفي مجرد وهن وضعف عملي يجب ألا يستمر طالما هناك عمل منظم وأهداف الكل يسعى إلى تحقيقها . ولو توج الفتح بطلاً للدوري أيضا فبطولته لن تكون لدوري المحترفين فقط ، إنما هي بطولة هدم للمبررات التي يعتمرها بعض رؤساء الأندية كظله ، وأن الأندية الغارقة في المديونيات والتعثر يجب أن تحاسب إداراتها أو ترحل . فالفتح وتوهجه هذا الموسم ونتائجه وصداراته بالفعل فتحت كل الملفات التي يجب أن يسعى اتحاد الكرة لمعالجتها كي تتعافى رياضة البلد مما هي فيه .