الطبيعي أن ندعم حملة الدكتور حافظ المدلج في سباق الترشح القادم لمقعد رئاسة الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، فالمسألة لم تعد مجرد (ترشح) أو (تكتل) أو مجرد (حلول توافقية) فالبُعد الانتخابي على هذا المستوى هو (بُعد) (وطني) و(سياسي) (رياضي) قبل أي شيء آخر. ـ خلال فترة قصيرة كنت أعتقد أن الدفع باسم الدكتور حافظ المدلج في هذا المعترك الانتخابي القاري هو (رفع الحرج) عن المملكة العربية السعودية في منح صوتها للمرشحين فقط.. هل تمنحه للبحريني الشيخ سلمان بن إبراهيم؟ أو تمنحه للإماراتي يوسف السركال؟ وهنا يحضر البعد (السياسي) كان اعتقادي وقراءتي للموقف بهذا الشكل، وقلت (وقتها) إن القيادة الرياضية السعودية استخدمت (ذكاءها) و(حكمتها) للخروج من هذا (الحرج) بالدفع بمرشح سعودي لكنني ومن خلال توفر معطيات مقنعة تنازلت عن قناعاتي السابقة وذهبت إلى القبول بأننا نملك رصيداً جيداً من البطولات الآسيوية إن كان على مستوى الأندية أو على مستوى المنتخبات الوطنية يمنحنا الحق بالدفع بمرشح سعودي في هذا المعترك الانتخابي القاري، ولقناعتي أيضا بوجاهة بعض الرؤى والأهداف والأفكار التي جعلت أيضا الدكتور حافظ المدلج يقبل بهذا التحدي الانتخابي (الشرس)، ولقناعتي أيضا بأن المملكة العربية السعودية وبهذا الثقل الدولي والعالمي الديني والسياسي والاقتصادي والرياضي لابد أن تدخل هذه المعركة الانتخابية القارية وأن يكون لها حضور قوي وتواجد في الهيئات والمؤسسات والمنظمات الرياضية الخارجية. ـ في المقابل أجزم أن الدكتور حافظ المدلج قد قبل التحدي (حتى لا أقول المغامرة) بأنه اختار الطريق (الصعب) والأكثر وعورة.. وليس الطريق (الأنسب) حين جاء ترشيحه لرئاسة الاتحاد الآسيوي لكرة القدم وسط (تكتلات) في الشرق والغرب ودول (الآسيان) في وقت كانت حظوظ الدكتور حافظ المدلج تحقيقاً ونجاحاً وتوفراً لو أن الدكتور حافظ المدلج رشح نفسه لمنصب (نائب) رئيس الاتحاد الآسيوي خلال الفترة المتبقية من الدورة الحالية لرئاسة الاتحاد الآسيوي. ـ المؤكد (أيضاً) أننا مع ممثلنا السعودي الدكتور حافظ المدلج في هذا السباق الانتخابي (الشرس) وطموحات الدكتور المدلج هي طموحات مشروعة تليق بقيمته العالمية والأكاديمية والرياضية. ـ الصعوبة تكمن في قلة دول غرب آسيا المكونة من 12 دولة عربية إضافة إلى إيران مقابل 34 دولة في شرق ووسط القارة، وهو الأمر الذي سوف يوسع الفارق الانتخابي بين مرشحي دول شرق القارة عن غربها وسط بيئة انتخابية تكثر فيها مبيعات الأصوات والتكتلات الانتخابية وتنعدم فيها قيم العدل والنزاهة والمنافسات الشريفة طبقاً لمصالح سياسية واقتصادية وعرقية وهو الأمر الذي سوف يُصعب من فرصة (ليس فقط الدكتور حافظ المدلج) بل من فرص وحظوظ الشيخ سلمان بن إبراهيم ويوسف السركال أمام (سطوة) المال وشراء الأصوات المتوافق ومنسجم مع فكر وعقليات وثقافة دول شرق القارة الآسيوية. ـ بقي أن ندعم مشاركة الدكتور حافظ المدلج في هذا المعترك الانتخابي القاري فهو نموذج قيادي سعودي، وأن نقترب كإعلام رياضي وقيادات رياضية بدعم الدكتور حافظ المدلج الذي قَبِلَ هذا (التحدي) القاري (الشرس) بفكر جديد يتلاءم مع متطلبات المرحلة واستحقاقات مستقبل الكرة الآسيوية التي أسس لها الرئيس السابق للاتحاد الآسيوي الأستاذ محمد بن همام و(لنحافظ على آسيا) التي فرطنا كثيراً في العديد من بطولاتها ومسابقاتها إن كان على مستوى الأندية أو المنتخبات الوطنية. ـ (حافظوا على آسيا) ليكون لنا دور وموقع داخل هذه المنظومة الرياضية القارية.