يستغرب البعض حديثي المثالي عن التوافق العربي لقناعتهم بأنه لا يوجد في الانتخابات إلا التنافس بكل الطرق، حتى لو أدى ذلك لاتساع الخلاف بين أبناء العمومة الذين يتغنون بشعار “خليجنا واحد”، ولكنهم في كثير من الأحيان لا يطبقونه حين ترتفع حدّة التنافس خصوصاً في المجال الرياضي الذي يفترض أن يكون مجال الألفة والتقارب ولكنه في بعض الأحيان يتحول إلى شرارة التفرق والشقاق بين الأشقاء، والشواهد على ذلك لا تغيب عن ذاكرة المتابعين. في الوقت الذي أتفهم مسببات الاستغراب، أتمنى أن نتحدث جميعاً بنفس اللغة المتفائلة، فكرة القدم قادرة على إعادة صياغة التوافق العربي داخل المستطيل الأخضر وخارجه، فنحن جميعاً مؤمنون بأن الرياضة قادرة على إصلاح ما أفسدته السياسة ولكننا نشهد حالات بدأ الخلاف فيها بالرياضة وتكبد السياسيون مشقة إصلاح ما أفسدته الرياضة، ولذلك فنحن أبناء الوسط الرياضي الأقدر على تحديد دورنا في بناء العلاقات الخارجية القريبة والبعيدة، ولا شك أن العلاقات العربية هي الأهم. يعلم الله أنني أتحدث من القلب جازماً أن حديثي يصل إلى القلوب، ورغم أن بعض الزملاء يطالبون بالإثارة والحديث الساخن عن الانتخابات، ويتمنون أن تزيد حرارة الشد والجذب بين المتنافسين على المناصب القيادية في القارة الآسيوية، إلا أنني على يقين أن صوت العقل والمنطق هو الذي سيكسب الجولة في النهاية، فنحن شعوب محبة للسلام والإخاء الذي لا يأتي إلا من خلال الابتسامة والكلمة الطيبة والحلول التوافقية، وقد قلت مراراً إنني رجل سلم لا رجل حرب وسيكسب السلام في النهاية. ولذلك ذكرت مراراً بأن اجتماع الأردن التنسيقي يمثل بداية التوافق، حيث لم يكن لذلك الاجتماع أن يتم إلا بدخول ورقة الترشح السعودية التي أقنعت اتحادات غرب آسيا بالتجمع للتشاور حول الخطوة القادمة، ولم يكن بالإمكان أفضل مما كان، حيث تعذر التصويت على المرشحين لتغيب المرشح البحريني من ناحية وغياب ممثلي بعض الاتحادات، ولكن الاتفاق السعودي القطري الإماراتي يمثل خطوة على الطريق الصحيح ارتقت فيه لغة الحوار والتوافق. تغريدة tweet: كلما تنازل المرء عن مصالحه الخاصة في سبيل مصلحة الجماعة أصبحت الجماعة أقوى فانعكس ذلك على مصلحة الفرد الذي يصبح بجماعته أقوى، فالتوافق قوة .. وعلى منصات التوافق نلتقي،،،