لايمكن تجاهل أحداث مؤسفة حدثت في بلادنا تتطلب إبداء الرأي من المواطن كاتبا أو مثقفا أو متابعا للشأن العام، وذلك من واقع مسؤوليته كمواطن يرى الأمور ويقول رأيه بكل صراحة وتجرد لمافيه خدمة للصالح العام وهذا الوطن المبارك وأمنه واستقراره .ومن ذلك نقل دم ملوث بالإيدز لطفلة عمرها 12 سنة في جازان، ومقال قرأته للزميل الدكتور محمد السليمان عن ازدحام أقسام الطوارئ في المستشفيات إلى درجة تفاقم الحالات للمرضى لتتحول لأمراض مميتة أو مستعصية، ومقال للدكتور عبدالواحد الحميد عن نسبة الزيادة الملحوظة لسرطان الثدي في المملكة إلى عشرة بالمئة سنويا بينما النسبة العالمية 3بالمئة تقريبا وهذا غير السكر والضغط والقلب، مما يدل على وجود مشكلة لدينا في الخدمات الصحية والتوعوية.إضافة إلى ذلك تعدد حالات وجود عدوى لمرضى داخل المستشفيات بسبب عدم أخذ الاحتياطات اللازمة في التعقيم واستخدام الأدوات الطبية. ومع تقديرنا لجهود معالي الوزير الدكتور عبدالله الربيعة وحرصه ووطنيته إلا إننا نطالبه بالتخلص من القاعدة السيئة لدينا وهي الطبيب الإداري والذين امتلأت بهم ردهات وزارة الصحة والمديريات الصحية والمستشفيات، وأن يستقطب شباباً في الإدارة وإدارة المستشفيات ومن معهد الإدارة العامة ووزارة الخدمة المدنية والقطاع الخاص ومن العائدين من برنامج الابتعاث لايقل عددهم عن ثلاثمائة شاب يفضل من يحمل ماجستير أو بكالوريس في الإدارة وتخصصاتها المختلفة ولديه خبرة اثبت من خلالها نجاحات وسمات شخصية قيادية وإدارية ويخضعون لمقابلات شخصية واختبارات مدروسة، ثم يتم إعدادهم في كورس إداري مكثف لايقل عن سنة بالتعاون مع إحدى الدول المتخصصة المتميزة في الصحة بالتعاون مع معهد الإدارة العامة ثم يتم تسليمهم المراكز والمسؤوليات الإدارية في الوزارة والمستشفيات، ويعود الأطباء لعياداتهم أو مسؤولياتهم الفنية مع انتقاء نائب للوزير بمرتبة معالي يكون معنياً بالشؤون الإدارية والمالية والجودة، لأن مشكلة الصحة رغم المليارات والميزانيات هي مشكلة إدارية بحتة، .وتكون هذه الدورة التدريبية في مختلف الأعمال الإدارية في مجال الصحة وتطوير القدرات والمراقبة والتفتيش والحزم والمتابعة والثواب والعقاب ومراقبة المخزون والجودة والتخطيط والتطوير.ولعلنا ندعو لوزير الصحة السابق الدكتور غازي القصيبي رحمه الله، فقد كان أفضل من مر عليها رغم أن تخصصه ليس له علاقة بالطب والصحة.وهذا لا يعني أنه لايوجد لدينا أطباء ناجحون في الإدارة بل هناك أسماء أذكر منهم الدكتور فهد العبدالجبار والدكتور الربيعة نفسه التي شهدت الوزارة الكثير من المشاريع وتطوير العمل، والدكتور مصطفى يوسف المدير الطبي لمدينة الملك فهد الطبية، والدكتور سليمان السحيمي مدير عام مستشفى قوى الأمن، لكن الصحة بحاجة لقيادات حازمة نجحت إداريا في القطاع الخاص والعام مع الإسراع فورا في تطبيق التأمين التعاوني لتوفير الخدمة الصحية بشكل كامل لكل المواطنين وهو ماقاله لي الدكتور حمد المانع قبل تركه العمل بأسابيع في مناسبة حفلة عشاء في منزل المحامي الشيخ محمد المشوح بأن التأمين التعاوني سيوفر المليارات على وزارة الصحة عندما تحول جزءاً من ميزانيتها للتأمين ويقل الهدر الإداري والمالي الحاصل حاليا وتتفرغ للإشراف والمتابعة.