|


د . رشيد الحمد
مواهبنا في إسبانيا
2013-03-27

بناءً على ماتقدم به خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله في المؤتمر الطارئ لملوك ورؤساء الدول الإسلامية الذي عقد في مكة المكرمة للاهتمام بأبناء الأمة الإسلامية للتميز، وافق وزراء خارجية الدول الإسلامية على إقامة وتفعيل الزيارات للدول الإسلامية فيما بين أبنائها وفيما بين الدول الصديقة تحت إشراف منظمة التعاون الإسلامي، فنظم الاتحاد العالمي للكشاف المسلم الرحلة الدولية السادسة للطلاب الموهوبين والمتفوقين زيارة لإسبانيا وبالتحديد في مدينة غرناطة استمرت لمدة عشرة أيام تختتم اليوم الأربعاء ويشرف عليها الاتحاد العالمي للكشاف المسلم وبإشراف مباشر من الأمين العام للاتحاد الدكتور زهير غنيم ويعاونه عدد من عمداء شؤون الطلاب بالجامعات السعودية ودول مجلس التعاون، وقد تشرفت بحضور جزء كبير من فعاليات الزيارة وخاصة ورشة التدريب للمشاركين التي ألقاها الدكتور عبدالرحمن بن سعد الحقباني رئيس اللجنة الوطنية للتعليم الأهلي بمجلس الغرف السعودية بعنوان (كيف تكون ناجحاً)، حيث حلق مع الشباب المشاركين في تجربته في الحياة وكيف وصل إلى نجاحه الاستثماري في التعليم الأهلي حتى أصبح رقماً واحداً في الاستثمار بالتعليم، الورشة التي استمرت لمدة ثلاث ساعات وامتدت لنصف ساعة أخرى لمادار فيها من حوار ونقاش أبنائنا المشاركين وهم نخبة من الطلاب الموهوبين في جامعاتنا السعودية والخليجية، ومعروف أن الجامعة وقبلها المدرسة هي الأساس في اكتشاف الموهبة منذ الصغر والعمل على صقلها وإتاحة الفرصة لها للتميز، لأن من يقود الأمة هم النخبة، وشبابنا بالجامعات المشاركون أتيحت لهم فرصة ذهبية عندما اطلعوا على الجامعات العريقة بإسبانيا في مدن غرناطة ومدريد واشبيلية وماربيا والنظر إلى تاريخ الأجداد من العمران والمساجد والجامعات والقصور، شيء مذهل أن يرى الأبناء الشيء على طبيعته. ومن نجاح هذا المشروع التوعوي والتثقيفي هو البرنامج الجميل الذي وضع من قبل الاتحاد العالمي للكشاف المسلم ودقة التنسيق والتعاون المثالي من عمداء الأنشطة بالجامعات السعودية والخليجية المشاركة، حيث بلغ عدد الطلاب (86) طالبا موهوبا تم ترشيحهم من قبل الجامعات المشاركة وفق معايير دقيقة، لعل من أهمها إجادة اللغة الانجليزية والحصول على معدل لايقل عن جيد جدا، وبلاشك أن هذه الزيارة التي وفرت لها سبل النجاح ستكون ذكرى رائعة في نفوس الطلاب ونقلة ثقافية في حياتهم العلمية والعملية، ومن وجهة نظر شخصية أرى أنها فرصة ليقارن ويتلمس شبابنا المشارك الفرق بين ماتقدمه حكومتنا الرشيدة من دعم للطلاب وكيف يعامل أقرانهم في الدول الأخرى في الدراسة والرسوم، أضف قلة المعيشة في تلك الدول، بل إن البعض من شبابنا المشارك بدأ بالفعل في التفكير كيف يكون فاعلا في مجتمعه من الآن وكيف يخطط لأهدافه ليكون رقماً صحيحاً في تنمية وطنه، ولأن إسبانيا بلد يعتمد على السياحة فقد شاهدنا طلاباً من دول أوروبية زاروها للغرض نفسه، ومما سجل سلبية على هذه الرحلة هو عدم تفاعل بعض الجامعات العريقة في المملكة في التفاعل مع الدعوة للرحلة خاصة أنها محفزة للطلاب وداعمة لأفكارهم وليست مكلفة، حيث تبلغ تكلفة الطالب شاملة الإقامة والإعاشة (9900) فقط تسعة آلاف وتسعمائه ريال في حين أن الجامعة تصرف على مناسبة بسيطة أو ضيافة وقد ما يفوق ذلك بكثير بل أضعافه، وفيما لو نظرنا لواقعنا الحالي نلاحظ أن شبابنا بحاجة لمثل هذه الرحلات والزيارات وتحت إشراف مباشر من الجامعات، لتكون إضافة في حياة أبنائنا وللاطلاع على ثقافة الآخرين ونقل صورة مشرفة عن شبابنا خاصة والمشاركين من الموهوبين والمتميزين علميا، وأذكر إنه أتيحت لي الفرصة للسفر لألمانيا عندما كنت طالبا في معهد للتربية البدنية كانت مؤثرة في تغيير مسار حياتي وجميع زملائي، بل إن أغلب من كان في هذه الزيارة واصلوا الدراسات العليا فيما بعد، كما أن هذه الرحلات الجميلة المنظمة بالإمكان أن تقوم بها المدارس وبالذات الأهلية لما تملكه من تنسيق وتعاون بين البيت والمدرسة، ويمكن أن تتم بدعم القطاع الخاص، وتحية تقدير للزملاء المشرفين على الرحلة الدكتور زهير غنيم الأمين العام للاتحاد العالمي للكشافة، والأستاذ حسن غنيم وجميع العمداء المشاركين، ودعوة صادقة لوالدنا خادم الحرمين الملك عبد الله بأن يمن الله عليه بالصحة والعافية وطول العمر، الذي وجه معالي الدكتور عبدالله عمر نصيف بزيادة الرحلات ليستفيد منها اكبر عدد من الطلاب، وشكر خاص لمعالي وزير التعليم العالي الذي يوافق ويدعم كل الجامعات التي تطلب موافقة على المشاركة في مثل هذه الرحلات التنموية.