من حسن فأل مسيري كرة القدم السعودية أن الهلال مازال كما هو جماهيرياً، ويصنع جدليات اﻹثارة ولايبالي. وعنيد، وبطل، ومحوري، وذراع أحيائي مهم لكل البطولات التي تقع تحت مظلة اتحاد كرتنا العزيز. وإذا ما أفل يوما ما فلا البطولات ستصبح ذات قيمة تنافسية عالية، ولا مكانه سيكون مملوءاً بآخر، وعلى القوة والندية واﻹثارة في خارطة التنافس المحلي السلام مرتين. فالدورى بطوله وعرضه، وأسابيعه المرهقة، وجدولته التي تقصدت الهلال عنوة، يمكن اختصار عنوانه الرئيسي هذا الموسم في رباعية الجمعة التي ذاق طعمها الاتحاد، تلك الرباعية ليست بسيطة على اﻹطلاق، كونها جاءت في توقيت كان يمكن أن يسدل الستار فيه على البطولة بشكل كلي، وكونها أيضا جاءت أيضا مع عودة أهم رجل في تاريخ نادي الاتحاد الحديث، وكونها كذلك حملت نفس مضامين فوز الهلال على اﻷهلي والنصر في فترة سابقة من قبل يوم أن فرح الاثنان بانتقال خالد عزيز وأسامة هوساوي إلى صفوفهما مثلما فرح الاتحاد بالفريدي. والهلال إجمالا بهذا النوع من الحقائق النتائجية الواضحة يعطي واقعا ثابتاً للآخرين بأنه فعلا الرقم الصعب في الكرة السعودية، وإن تغير بعض لاعبيه فهو لايتغير على الإطلاق، وإن حضوره يعني مزيدا من التشويق والمتعة اﻷدائية العالية ، وإن غيابه عن أن يكون بطلا للدوري لايعوضه أي فريق آخر مهما حدث، ومهما كانت المبررات. وإن تعافي الكرة السعودية لايبدأ إلا من خلال الهلال لامحالة. لذلك إذا كان المعنيون في اتحاد الكرة يرون أن غياب أو تغييب الهلال عن بطولة الدوري يصب في مصلحة رياضة البلد فليطلبوا من عرابين الجدولة أن يصنعوا لنا مباراة بحجم مباراة الهلال أمام الاتحاد ليقتنع الشارع الرياضي بذلك، أوعليهم أن يعتذروا عن الماضي، فالهلال في مباراة واحدة اختصر مسافة الركود وخلق مسافة ضوئية جيدة من الترقب حول ما إذا كان سيعود أم لا إلى اللقب الذي لا يليق إلا به، والكل مشغول بهذه العودة واللاعودة، بمن فيهم صناع الجدولة.. والرسالة واضحة جداً. - رحم الله الداعية الجليل عبدالرحمن السميط الذي فقدته اﻷمة قبل يومين، فقد كان فارسا من فرسان عصره في مجال الدعوة إلى الله، حيث أسلم على يديه سبعة ملايين شخص طوال 29 عاما.